المقالات

تفاهات سخافات في وطن الحضارات .. 

1728 2022-01-08

 

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

Manhalalmurdshi@gmail.com

v    اصبع على الجرح

 

قد يتسائل البعض عن اسباب الإنهيار في البنيان القيمي للمجتمع العراقي الذي يتعرض لدمار حاد ومخيف وسريع ينبئ بالمجهول .

 ما تم عرضه على وسائل التواصل من مشاهد فاضحة يندى لها الجبين في ليلة الإحتفال الهستيري (للمسلمين) في العراق برأس السنة الميلادية حالة تجاوزت كل حدود التفاهة والسخافة والإنحلال . شباب فوضوي طائش وفتيات مراهاقات بين قطعان من المخنثين والسفهاء المتفاخرين بالتطاول والحرشة والنعيق بكل الفاظ الإنحطاط .

 مشهد يدمي ضمير كل عراقي شريف حي وهو يرى تلك الفوضى العارمة وقد تحولت اماكن التجمع في شوارع بغداد وبعض المحافظات في تلك الليلة الى غابات تزدحم بالكلاب النابحة والحمير الناهقة فلم نرى في اشباه الشباب من يخجل او يستحي او يعقل او يرتدع ولا نرى في البعض الذي اخذ عياله هناك واطلق بناته ونسائه بين تلك القطعان تنهش في اجسادها وتعبث في سترها وكرامتها شيء من حياء او بقايا لغيرة او ايثار شرف او ناموس رجولة .

 قد يسأل البعض عن الذي جرى فينا ولنا وعلينا حتى غدونا هكذا مع احترامنا للعوائل المحافظة والناس الشرفاء الذين لم ينجرفوا في هذا الإنحدار الأخلاقي الذي قد يضعه البعض في اطار التمدن والمدنية والتحضرالزائف في وحل الإنحلال والتفسخ والضياع .

هي ذاتها هذي الوجوه التي تكالبت لاهثة لترقص على انغام المجون لمحمد رمضان وما سبقها في مهرجان بابل وما كان يخطط لأن يأتي بعدها . هي ذات الوجوه التي ترقص للطاغوت وتعبد اصنام السياسة في افواج الهمج الرعاع الناعقين مع كل ناعق المائلين حيثما تميل الريح  .

ولكل من يسأل او يتسائل نقول ما نراه اليوم هو نتاج غياب الراع وضياع الرعية لسنين طويلة.

ما نراه اليوم هو ما كان متوقعا حين تحول المسؤول في الدولة الى لص فاسد حقير ذليل جبان وتحولت المبادئ والقيم الى دكاكين للتجارة الرخيصة والدين الى سلعة وتجارة وانتشر المنافقون وامسى النفاق طبع وتطبع ولبس بعض المنافقين عمائم الدين وتحدثوا بإسم الدين فأختلط الحابل بالنابل والأسود بالأبيض وضاع الصالح في سوق الطالح وبيع النفيس بسعر الخسيس فلم يعد للأسرة من يرعى ويداري ويبني ويربي ولا للشباب من يدعم ويحتوي ويوفر لهم حياة حرة كريمة فكان الضياع وتداعيات الفقر وآهات الجياع للعلم والمعرفة والحق والحقيقة .

الكل مقصرين في دولة اللادولة فلا اعلام وطني حر يبث معرفة ولا تربية ولا تعليم ولا عدل ولا انصاف ولا ادنى شعور بالمسؤولية امام الله والمجتمع . اخيرا وليس آخرا اقول نحن نعيش في زمن الصدمة ونمر في مرحة الإنزلاق نحو الهاوية ولابد من ذراع قوي وعقل منقذ ونخبة واعية لنعيد ما يمكن ان نعيد الى سراط الحق قبل ان يضيع الجمل بما حمل ولات حين مناص .

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك