المقالات

الحشد الشعبي من منظور الغرب ..

2441 2022-01-08

..كندي الزهيري. ||

 

بعد الحرب العالمية الثانية ، التي خرج منها الدول الغربية ، منهكة بسبب الصراع الدموي فيما بينها ، لكي لا يحدث ماسي اخرى لدول الغربية ، التي رات نفسها بين قطبين القطب الامريكي والقطب الاتحاد السوفيتي ، ارتمت الدول الغربية في احضان امريكا خوفا من الاتحاد السوفيتي ، لينقسم العالم الى نصفين ، نصف الليبرالي والنصف الاخر الشيوعي .

حاول الغرب في ما بعد انشاء نضام ثالث مكون (الاتحاد الاوربي )، لكن مساعيهم فشلة لكونهم اضعف من ان يخرجوا من الهيمنة الامريكية ، لتتحول اوربا الى حديقة خلفية للسياسة الامريكية .

في عام 1979م ولد في الشرق نظام جديد، اطلق عليه نظام (المستضعفين ) يذكر بان كان هناك قول  يردد بان ( الشيعة اهل ثورة لا اهل دولة ) بعد الثورة تغير هذا القول   فاصبح ( الشيعة اهل ثورة ودولة )  ، ولد النظام الجديد في  ايران ، هذا النظام خرج من اجل ان يتخلص من الهيمنة الامريكية والاوربية ، رافع شعار( الاسلام والسلام ) فسميت  ( الثورة الاسلامية في ايران )، لينقسم بعدها العالم الى قسمين ( القسم الاول يسمى قسم " المستكبرين "، القسم الثاني يسمى قسم " المستضعفون ") ، المبكي والمضحك في ذات الوقت بان جميع الاديان والمذاهب والقوميات تجدها في الطرفين ، اي على سبيل المثال ؛ مسلم يقف مع المستضعفين في قسم المستضعفين ، ومسلم اخر يقف مع المستكبرين في قسم المستكبرين ، لماذا . هنا يقف الشخص حسب بصيرته وايمانه .

كذلك حينما راينا كيف يدعون  مشايخ السنة في السعودية الله عز وجل ان ينصر الصهاينة على حزب الله لبناني في حرب تموز 2006م ، كذلك يوجد في الشيعة من يطالب بعدم نصرة الحوثيين في اليمن ، الفكر واحد والاصطفاف في جهة واحدة وان اختلفت الايدلوجية ، وهؤلاء  يمثل ذراع الغرب في المنطقة .

الذي يعتمد على تسقيط الاسلام كمشروع سياسي و فكري ، هذا ما حدث للإخوان المسلمين في مصر ، كذلك ما يحدث اليوم في افغانستان بعد صراع لسنوات مع حركة طالبان ، توصل الغرب الى حقيقة بان لا سبيل الى النصر في افغانستان الى حين منح السلطة لطالبان ، هذا السبيل الامثل للتخلص منهم .

نفس المشروع كان يجري في العراق بان يمنح الشيعة السلطة حتى نسقطهم ، فكانت النتيجة بان شيعة العراق يكونوا قاعدة سياسية عقائدية وان شابها الكثير ، فانتج الغرب مشروع جديد تحت مسمى ( دولة الخلافة ) ، لكن انتج في المقابل من قسم المستضعفون ( الحشد الشعبي ) ،  الذي مثل قوة عقائدية اخرى في المنطقة بعد الحرس الثوري الايراني .

السؤال المهم والدقيق ؛ هل الغرب يخشى من الحشد الشعبي كقوى  عسكرية ام كقوى عقائدية تستطيع بناء دولة ؟ . ان الغرب يخشى الاثنان معا !، كيف ذلك ، 

يعتبرون بان الحشد قوى عسكرية عقائدية متطورة ، من الممكن ان تكون خطر على مشروعهم الاستعماري في العراق والمنطقة ، كذلك خوف الغرب من انشاء دولة اسلامية شيعية اخرى في المنطقة ، على غرار الدولة الاسلامية في ايران ، هذا هو الكابوس الحقيقي للغرب ولدول المنطقة ، اذ ما علمنا بانة الغرب فشل بنشاء مشروع اسلامي( سني وهابي سلفي) مقابل المشروع الاسلامي الشيعي الذي يعتمد الوسطية والاعتدال مع كافة قضايا العالم ، الذي ينصر ويساعد كافة المستضعفين في العالم بغض النظر عن الدين او العقيدة او القومية .

فاصبح الغرب بين خطتين الاولى ؛ الهاء وانهاك  واشغال الحشد الشعبي في صراعات متعددة وزج اكبر عدد من المنضمات الارهابية حتى لا يتجه الى انشاء دولة ذات عقيدة اسلامية في العراق ، 

الثانية ؛ ضرب منابع الحشد الشعبي وبيئته التي خرج منها ، عبر غسل الادمغة وقولبة الاحداث ، والعب على العقل الجمعي عبر الاعلام ، حتى يحقق غايته في تمزيق وتجريم الحشد الشعبي عبر قواعده الاجتماعية .

واخيرا ؛ يوجد داخل الحشد الشعبي مفكرين وشباب ناضج ، ووعي حقيقي وطاقات هائلة ذما استثمرت بالطريق الصحيح سنحقق دولة حقيقية متطورة ، ونجني حرية للبلد وازدهار على كافة الاصعدة ، وان الحل الانسب للعراق ان يكون لشباب الحشد دور في قيادة الدولة ، وفسح المجال لهم من اجل ان يغيروا الواقع المزري الذي يعيشه الشعب اليوم الى واقع اجمل ومتطور وامن  ، ولا يحدث ذلك الا اذا اراد الشعب الحياة ...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك