..كندي الزهيري. ||
بعد الحرب العالمية الثانية ، التي خرج منها الدول الغربية ، منهكة بسبب الصراع الدموي فيما بينها ، لكي لا يحدث ماسي اخرى لدول الغربية ، التي رات نفسها بين قطبين القطب الامريكي والقطب الاتحاد السوفيتي ، ارتمت الدول الغربية في احضان امريكا خوفا من الاتحاد السوفيتي ، لينقسم العالم الى نصفين ، نصف الليبرالي والنصف الاخر الشيوعي .
حاول الغرب في ما بعد انشاء نضام ثالث مكون (الاتحاد الاوربي )، لكن مساعيهم فشلة لكونهم اضعف من ان يخرجوا من الهيمنة الامريكية ، لتتحول اوربا الى حديقة خلفية للسياسة الامريكية .
في عام 1979م ولد في الشرق نظام جديد، اطلق عليه نظام (المستضعفين ) يذكر بان كان هناك قول يردد بان ( الشيعة اهل ثورة لا اهل دولة ) بعد الثورة تغير هذا القول فاصبح ( الشيعة اهل ثورة ودولة ) ، ولد النظام الجديد في ايران ، هذا النظام خرج من اجل ان يتخلص من الهيمنة الامريكية والاوربية ، رافع شعار( الاسلام والسلام ) فسميت ( الثورة الاسلامية في ايران )، لينقسم بعدها العالم الى قسمين ( القسم الاول يسمى قسم " المستكبرين "، القسم الثاني يسمى قسم " المستضعفون ") ، المبكي والمضحك في ذات الوقت بان جميع الاديان والمذاهب والقوميات تجدها في الطرفين ، اي على سبيل المثال ؛ مسلم يقف مع المستضعفين في قسم المستضعفين ، ومسلم اخر يقف مع المستكبرين في قسم المستكبرين ، لماذا . هنا يقف الشخص حسب بصيرته وايمانه .
كذلك حينما راينا كيف يدعون مشايخ السنة في السعودية الله عز وجل ان ينصر الصهاينة على حزب الله لبناني في حرب تموز 2006م ، كذلك يوجد في الشيعة من يطالب بعدم نصرة الحوثيين في اليمن ، الفكر واحد والاصطفاف في جهة واحدة وان اختلفت الايدلوجية ، وهؤلاء يمثل ذراع الغرب في المنطقة .
الذي يعتمد على تسقيط الاسلام كمشروع سياسي و فكري ، هذا ما حدث للإخوان المسلمين في مصر ، كذلك ما يحدث اليوم في افغانستان بعد صراع لسنوات مع حركة طالبان ، توصل الغرب الى حقيقة بان لا سبيل الى النصر في افغانستان الى حين منح السلطة لطالبان ، هذا السبيل الامثل للتخلص منهم .
نفس المشروع كان يجري في العراق بان يمنح الشيعة السلطة حتى نسقطهم ، فكانت النتيجة بان شيعة العراق يكونوا قاعدة سياسية عقائدية وان شابها الكثير ، فانتج الغرب مشروع جديد تحت مسمى ( دولة الخلافة ) ، لكن انتج في المقابل من قسم المستضعفون ( الحشد الشعبي ) ، الذي مثل قوة عقائدية اخرى في المنطقة بعد الحرس الثوري الايراني .
السؤال المهم والدقيق ؛ هل الغرب يخشى من الحشد الشعبي كقوى عسكرية ام كقوى عقائدية تستطيع بناء دولة ؟ . ان الغرب يخشى الاثنان معا !، كيف ذلك ،
يعتبرون بان الحشد قوى عسكرية عقائدية متطورة ، من الممكن ان تكون خطر على مشروعهم الاستعماري في العراق والمنطقة ، كذلك خوف الغرب من انشاء دولة اسلامية شيعية اخرى في المنطقة ، على غرار الدولة الاسلامية في ايران ، هذا هو الكابوس الحقيقي للغرب ولدول المنطقة ، اذ ما علمنا بانة الغرب فشل بنشاء مشروع اسلامي( سني وهابي سلفي) مقابل المشروع الاسلامي الشيعي الذي يعتمد الوسطية والاعتدال مع كافة قضايا العالم ، الذي ينصر ويساعد كافة المستضعفين في العالم بغض النظر عن الدين او العقيدة او القومية .
فاصبح الغرب بين خطتين الاولى ؛ الهاء وانهاك واشغال الحشد الشعبي في صراعات متعددة وزج اكبر عدد من المنضمات الارهابية حتى لا يتجه الى انشاء دولة ذات عقيدة اسلامية في العراق ،
الثانية ؛ ضرب منابع الحشد الشعبي وبيئته التي خرج منها ، عبر غسل الادمغة وقولبة الاحداث ، والعب على العقل الجمعي عبر الاعلام ، حتى يحقق غايته في تمزيق وتجريم الحشد الشعبي عبر قواعده الاجتماعية .
واخيرا ؛ يوجد داخل الحشد الشعبي مفكرين وشباب ناضج ، ووعي حقيقي وطاقات هائلة ذما استثمرت بالطريق الصحيح سنحقق دولة حقيقية متطورة ، ونجني حرية للبلد وازدهار على كافة الاصعدة ، وان الحل الانسب للعراق ان يكون لشباب الحشد دور في قيادة الدولة ، وفسح المجال لهم من اجل ان يغيروا الواقع المزري الذي يعيشه الشعب اليوم الى واقع اجمل ومتطور وامن ، ولا يحدث ذلك الا اذا اراد الشعب الحياة ...
https://telegram.me/buratha