قاسم الغراوي ||
الحركة المارثونية للكتل السياسية افضت الى معطيات واضحة المعالم لمكوناتها فالبيت السني حسم امره بترشيح محمد الحلبوسي لرئاسة البرلمان وخاطب الكتل السياسية باحترام خياراته واصبح الخنجر رئيساً للتحالف السني وكانت مواقفه واضحه وهي في وضع جاهز يؤهله لان يكون رقمآ في المعادلة السياسية ومؤثرآ فيها.
البيت الكردي هو الاخر حسم امرة بتوحيد مواقفه في تفاوضاته مع الكتل الاخرى ولم يعد يعتبر طرح ترشيح السيد برهم صالح مشكلة حتى لايخسر حليفه الاستراتيجي وشريكه في الاقليم.
من الغريب جدا ان القوى السياسية الشيعية تفتح ذراعيها للمكونات الاخرى وتقدم التنازلات لغرض تسهيل تشكيل الحكومة ، لكنها عند التفاوض مع بعضها البعض الاخر ( شيعي _شيعي ) نراها تتعامل بحساسية وفوقية وتشنج ...
لماذا ولمصلحة من وماهي المنفعة هل هناك تاثيرات خارجية وضغوط لتغيير معادلة الصراع نحو الداخل بين الشيعة انفسهم ، وتضعيف قوة وتماسك القوى السياسية الشيعية باعتبارها الغطاء القانوني للحشد الشعبي اولا ولان المقاومة ولدت من رحمها وهذا مايقلق امريكا .
البيت الوحيد الذي لم يلتئم شمله هو البيت الشيعي حيث يرى السيد مقتدى الصدر بانه قادر على تشكيل حكومة اغلبية وطنية لكنها لاتستثني احدا الا ابناء جلدته لتكون في المعارضة قسرآ وان قبلهم فبشروط هو فارضها ووجد من يتناغم معه في هذه التوجهات من بقية المكونات فيما يقف الاطار التنسيقي في منتصف الطريق ويفقد مساحة كبيرة من الخيارات .
ففي الوقت الذي يدعو فيه الاطار التنسيقي السيد مقتدى الصدر لتشكيل الكتلة الاكبر معه ، يطرح الاخير شروطه ويضغط اعلاميا ويؤكد على الاغلبية بعيدا عن المحاصصة والتوافق مردفا بتغريدات بدت تقلق الاطار .
ويقف الاطار التنسيقي امام الخيار الثاني وهو اما بقبول الشروط او يسعى لتشكيل الكتلة الاكبر وهذا لن يتحقق وسيكون خارج السلطة التنفيذية والتشريعية مما يعقد المشهد السياسي ويصبح متازما في اقرب وقت من تشكيل الحكومة .
ورغم تاكيد بقية كتل المكونات بضرورة توحيد المواقف والاتفاق ولملمت البيت الشيعي الا ان البعض منها ابدى استعداده للائتلاف مع الصدر مقابل موافقته على اعادة ترشيح نفس الشخصيات للمناصب السيادية وقد منحهم السيد الصدر الضوء الاخضر لذلك.
القرار المصيري الان بين اروقة الاطار التنسيقي لحسم الموقف حيث لاتوجد خيارات في المنطقة الرمادية فاما ابيض او اسود .
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha