ليس وحدها مس بيل بتوصية منها للملك بإعتبار قرارات المس باتة وقاطعة من تمنح لقب "باشا" لمن تشاء. كما ليس وحدها الملكة اليزابيث الثانية من تمنح لقب "سير" أو "فارس" وهواللقب الذي يبدو إنه ممنوح خطأ للذيل توني بلير, بل لطبقتنا السياسية القابها هي الأخرى وفي المقدمة منها لقبها الشهير الذي منحته للمواطن العراقي وهي تسميته بـ "المواطن الكريم". لا أعرف إن كانت القسمة ضيزى بين القابها الرنانة التي حازت عليها بالصبر والسلوان يتقدمها اللقب الجامع المانع "حجي" وبين تسمية يتيمة للمواطن بوصفه كريما دون أن يعرف في أي مصرف أو صيرفة أو دلالية يمكن أن يصرف هذا اللقب. المهم في النهاية ينبغي أن لا يكون طماعا فيريد المزيد, لأن هذا المزيد تحقق له دون أن يكون له دور لا في إجتماع ولا لقاء ولا مشاورات ولا لقاءات ولا سفرات مكوكية تتخللها موائد خرافية فيها مالذ وطاب من أطايب الطعام والكلام بمن في ذلك طبخ شتى أنواع الحصو المجلو وغيرالمجلو. فالمواطن الكريم الباحث عن أولوياته المعيشية اليومية كما يقول لبرامج مع الناس صباح كل يوم في كل فضائيات الوطن التي قسمت اليوم بين المواطن الكريم صباحا بحيث مسموح له أن يولول ويشتم ويلطم ويدعو ويستدعي حتى ينقطع نفسه ونفس تاسع جار, وبين القوى السياسية ليلا التي يحكي ممثلوها وقيادوها ومحللوها عن الحقوق والإستحقاقات التي تلي نتائج الإنتخابات بما يؤدي في النهاية الى فائدة المكون الذي ينتمي اليه المواطن الكريم. ماهي فائدة المكون؟ المناصب والوزارات والهيئات والسفارات والمديريات العامة ومن في درجتها وأهميتها. لو عكسنا الأولويات على الطريقة التالية.. يعني بدلا من أن نأتي للمواطن المكوناتي بالكهرباء نأتي له بوزير "كشخه" معدل مهندس كهرباء ينظر براسه ليل نهار عن أهمية الرشاد والترشيد والجباية "وشوية" خصخصة. وبدلا من أن نبني للمواطن وحدات سكنية بأقل التكاليف نأتي له بوزير مكوناتي معدل يحكي عن الخطط والمخططات واليات الصرف والمخصصات والموانع والشفلات. وفي حال أردنا الشروع بالزراعة والصناعة بوصفهما أحد مقومات الأمن الوطني فإن مايهمنا ليس كم مساحة نزرع أو كم مصنع نبني بل نأتي بوزراء يمثلون المكون أحسن تمثيل في اللقاءات والمؤتمرات والمقابلات والتصريحات. شئ جميل أن يجلس المواطن الكريم أمام الشاشة وهو يشاهده ممثله المكوناتي مرتديا كل الكنتور متحدثا لبقا عن المشاكل والتحديات والخفق والإخفاقات والهم والإثقالات
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha