منهل عبد الأمير المرشدي ||
· اصبع على الجرح .
بالمختصر المفيد ومن رواية اهل السنة في جميع الصحاح وعلى رأسها مسلم والبخاري قبل قرابة الألف و400 عام وحال انتقال سيد الكائنات والأنبياء والرسل محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله الى الرفيق الأعلى وبينما كان جسده الطاهر الشريف مسجى بين يدي امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام وبني هاشم اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة ونصبوا الصحابي سعد بن عبادة خليفة للرسول (ص) فدخل عليهم ابو بكر وعمر بن الخطاب وابوعبيدة بن الجراح ليسألوهم عن من أختاروه ولما عرفوا انهم اختاروا سعد بن عبادة اعترض عمر بن الخطاب وبدأ الحديث إلا ان ابو بكر اسكته وتحدث معهم فقال : ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل، ولن يُعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش. هم أوسط العرب نسبًا ودارًا، ولكن منا الأمير ومنكم الوزير وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين (يقصد عمر بن الخطاب وأبا عبيدة بن الجراح ) فبايعوا أيهما شئتم .
فصاح عمر بن ابي الخطاب وكيف ارضى بهذا الأمر فاكون اميرا على امة فيها ابو بكر ’ ابسط لي يدك يا ابا بكر لأبايعك . مد ابو بكر يده فبايعه عمر وبايعه ابو عبيدة ثم بايعه الحاضرين في السقيفة الا سعد بن عبادة الذي اخرج سيفه وقال من يلزمني ببيعة اسفك دمه بسيفي .
بعد الف و400 عام من تلك السقيفة إنعقدت جلسة البرلمان العراقي حيث حضر النواب بالتكتك والأكفان والدشاديش الممزقة والسراويل الكردية والبدلات العسكرية بالمرقط والزيتوني .
اختار الحاضرون رئيس السن باتفاق آراء الجميع شلع قلع فكان الدكتور محمود المشهداني وقرأوا القرآن وعزفوا النشيد الوطني ورددوا القسم ثم اعادوه على الأكراد باللغة الكردية وقرأوا الفاتحة على ارواح الشهداء باللغة العربية طبعا . قدم الإطار التنسيقي قائمة الأسماء التي تثبت انه الكتلة الأكبر تقبلها رئيس السن واحالها الى اللجنة القانونية لتدقيق الأسماء فثارت الثائرة واشتعلت الفوضى وبدأ الصياح وتعالى الصريخ واحاطوا برئيس السن الذي تلقى ضربة على الرأس فأغمي عليه وحمل من قبل حماية البرلمان الى المستشفى في سيارة الإسعاف .
وبينما كان الرجل يتلقى العلاج هناك وانسحاب اكثر من مئة وعشرين نائب من قاعة الجلسة استلم خالد الدراجي رئاسة السن بديلا عن المشهداني لينتخبوا الحلبوسي رئيسا متفقا عليه للبرلمان والزاملي نائب اول للرئيس تم الإتفاق عليه والكاكا شاخوان نائب ثاني بأمر البره زاني . نعود لسقيفة بني ساعدة وارجوا ان يؤخذ كلامي بموضوعية واريحية وأخوية من الجميع فانا هنا اذكر واقعة تأريخية كما هي وفق مصادر اخواننا اهل السنة .
كانت سقيفة بني ساعدة ممارسة ديمقراطية خارج الإطار الدستوري فكما نعرف ابتداءا ان الرسول الأعظم اوصانا في احاديثه الشريفة بكل شيء وكل صغيرة وكبيرة بما فيها ماذا نقول حين نأكل وحين ننام وحين نستيقظ وحتى في ادق تفاصيل علاقتنا الإجتماعية والعلاقات الزوجية بل وحتى حين ندخل الحمام او نخرج منه وفي السلام وفي الكلام وفي اليقظة والمنام فهل من المعقول او المنطق ان لا يوصينا بمن يخلفه او لا يحدد للأمة من يقودها بعده . هذا امر لا تتسع له مساحة الحديث .
ولكن كلنا يعرف ايضا ان الدستور والأعراف والأخلاق تنص على ان انتخاب الرئيس البديل او الملك البديل بعد وفاة الرئيس الأصيل او الملك الأصيل تكون بعد دفنه وانتهاء مراسيم العزاء الا ما حصل في السقيفة ان الأمة تسارعت اليها وتجادلت واختلفت واتفقت على تنصيب خليفة للرسول قبل ان يدفن جسد الرسول (ص) !!!! .
اليس هكذا ام انني مخطئ ؟ .
لنسلم بذلك وفق الضرورة لدفع المخاطر عن (الأمة) . المجتمعون في السقيفة هم عشرات الصحابة من الأنصار وثلاثة افراد فقط من صحابة المهاجرين هم ابو بكر وعمر وابو عبيدة .
هذا يعني ان الأغلبية المطلقة للأنصار والأقلية القليلة هم المهاجرين فكيف انتصرت الأقلية المعدودة على الأغلبية المطلقة ؟!. بقي لدينا ما قاله ابو بكر الصديق او عمر بن الخطاب للأنصار ( منّا الأمير ومنكم الوزير ) الم يكن ذلك في تأريخ (الأمة) اول تأسيس للمحاصصة والتوافق وحكومة الشراكة التي يتمسك بها اليوم شركاء الوطن في عراق ديمقراطية امريكا ؟؟؟ ثم الم تنتصر الأقلية على الأغلبية في جلسة مجلس النواب بإرادة العم سام .
اخيرا وليس آخرا اقول ان تداعيات تلك السقيفة لا زالت الأمة تدفع ثمنها دماء وحقد خراب وتخلف حتى اليوم فهل ستكون لسقيفة البرلمان تداعيات وما هي وكم سوف تستمر ؟؟
مجرد قراءات ورأي بين سقيفتين ليس الا والله اعلم .
حفظ الله العراق واهله الطيبين من السنة والشيعة أجمعين من كل سوء .
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha