د.مسعود ناجي إدريس ||
سواء كنت تؤمن بنظرية المؤامرة أم لا فأنت أيضًا تحتاج قراءة هذه المقالة.
كيفية تدمير دولة كاملة من غير الحرب العسكرية المعروفة، ومن غير نقطة دم استناداً لكتاب اسمه فن الحرب كتبه مقاتل صيني قديم اسمه سان سو، والكتاب يعتبر مرجع لا غنى عنه في المجال العسكري والسياسي والإداري أيضًا، وتم ترجمته إلى عشرين لغة.
المحارب الصيني يقول إن أغبى طريقة لسياسة الدولة هي القتال وأن أعلى فنون الحرب هو عدم القتال على الإطلاق.
الصح هو تدمير أي شيء له قيمة لدولة خصمك لدرجة تجعله مختل وغير قادر على اتخاذ القرار من نفسه وأيضًا تجعله يكسب ثقتك لدرجة أنه لن يراك عدو وبعدها تستطيع تدميره بسهولة.
وفي شرح هذا الكتاب يقول يوري في هذا الشق بأن هناك أربع مراحل لتدمير أي دولة وأهمهم هي اول مرحلة اسمها مرحلة إسقاط الأخلاق والتي تحتاج من ١٥ إلى ٢٠ سنة لتدمير منظومة القيم في المجتمع واختيار هذه المدة الزمنية تحديدا لأنها كافية لتربية جيل جديد كامل على القيم البديلة المبتذلة.
في هذه المدة نقدر ان نتحكم في كل تفاصيل الفرد في الجيل الجديد وبها نستطيع أن نمحي هوية المجتمع بكل سهولة.
المرحلة الأولى يتم بأكثر من طريقة أولهم:
التقليل من قدسية الدين والسخرية من رموزه.
وطبعا تدمير الدين لن يتم إلا من خلال تدمير منظومة التعليم عن طريق صرف الناس عن أنهم يتعلمون أي شيء واقعي أو بناء وله قيمة وأيضًا التهوين من الدين وتقديم الرموز أصحاب الآراء المعادية لهم على أنهم هم أصحاب التفكير المستنير والمختلف.
اخر خطوة في المرحلة الأولى هي تدمير العلاقات الإجتماعية عن طريق عمل منظمات وهمية هدفها ألغاء إحساس الفرد بالمسؤولية سواء تجاه المجتمع او الوطن .
كل ذلك ليتم من الملزم أن يتم عن طريق رموز إعلامية تحظى بالمشاهدة وليس من الضروري أن تكون محبوبة لكن الأكيد انها مع الوقت سوف تؤثر على الناس وعلى اختياراتهم.
المرحلة الثانية اسمها مرحلة زعزعة الإستقرار والتي تأخذ من سنتين إلى خمس سنين، ويتم عن طريق خلق خلافات طائفية بين الناس وأن يسيروا خلف اشياء مزيفة ووهمية مثل الموضة والملذات الشخصية؛
وكل ما ذكر يوصلنا بشكل تلقائي إلى مرحلة الأزمة والتي تكون الدولة دخلت في مرحلة مظلمة من الانفلات الأمني و السياسي والحرب الأهلية.
والمرحلة الأخيرة هي تقديم شخصيات تم تجهيزهم وتلميعهم ودعمهم من كل الطرق حتى يتصدرون المشهد السياسي، طبعا يكون ولائهم الاول للعدو.
ويقول ياكوفليف ان الحل الوحيد لإيقاف هذا السيناريو هو إيقاف المرحلة الأولى وهي مرحلة إفساد الأخلاق ويكون عن طريق إعادة المجتمع للدين واعادة تشكيل المنظومة التعليمية...