المقالات

"حمد" يقفز من القطار 

1428 2022-01-17

  حمزة مصطفى ||   أسقط العصرالرقمي صفة العاشق عن "حمد" بعد مايقرب من نصف قرن متنقلا بين الأغاني والأفلام ملهما أهم الشعراء وأعذب المطربين. فبين رائحة الهيل التي تفوح من مضيف حمد أثناء مرور "الريل" قادما من الناصرية الى بغداد في ستينات القرن الماضي وبين "هاشتاك" حمد على تريند مسافة زمنية تزيد على النصف قرن حصلت خلالها تحولات هائلة على كل الصعد وطالت كل شئ. ومع أن "حمد" ليس من الأسماء المتداولة كثيرا في العراق بعكس دول الخليج العربي فإنه حظي في العراق دون بلدان الخليج بأكبر إهتمام على مستوى الشعر والغناء.  ياس خضر أدى بعذوبة بالغة قصيدة مظفر النواب "الريل وحمد" بينما بطلة القصيدة إمرأة, في حين تغنت مائدة نزهت ليس بحمد وحده بل بحمد وحمود وحميد معا. وللأفلام حصة من "حمد" حين مثل الفنان حسين نعمة دور البطولة في فيلم "حمد وحمود". ومرة ثانية يقع كل من حمد وحمود ضحية الحب حين يعشق كلا الأخوين حمد وحمود فتاة واحدة. وتدخل في سياق العلاقة بين حمد وحمود قصص وحكايات يختزل بعضها البيت الشهير "حمد شابع فشك وحمود شابع صيت" وهي التي تروى كناية عن واحد شجاع يقاوم قطيع من الذئاب  بينما الآخر يختبئ جبنا لكنه ينال الشهرة مثلما يحصل في  الكثير من مثل هذه الحالات والمواقف.  ومع إننا جميعا تركنا حمد وحمود وحميد مع ياس خضر ومائدة نزهت وحسين نعمة كون الزمن تغير كثيرا والأغاني حملت مسميات أخرى وحكايات أخرى وصولا  الى الأغاني الحديثة التي تعكس جوا إجتماعيا ومجتمعيا آخر بعيدا عن لوعات العاشقين وممثلهم الأعلى حمد, لكن أن يعود حمد الى الواجهة من جديد فهو المفاجأة التي لم تكن متوقعة. فحمد اليوم ليس حمد أمس حتى وإن حمل نفس  الإسم لكنه لايحمل نفس  الدلالة والهموم والأحزان ومابينهما من كمية حرمان عاطفي تجسدها إمرأة عاشقة تحمل لوعتها بصمت يصوغ مشاعرها وأحاسيسها شاعر مرهف الحس والوجدان. حمد اليوم تعبير عن هموم أخرى وأجندات مختلفة وزوايا نظر تحاول كل واحدة منها هجاء حمد آخر والدفاع عن حمد آخر. وبين الحمدين ضاع  حمد الأصلي  الذي لايزال عبق رائحة قهوته يملأ المكان حيث لم يعد سوى صدى صوت يردد من بعيد " هودر هواكم ولك حدر السنابل كطة".
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك