المقالات

الفتنة وشعاع الشمس..!

2138 2022-01-17

  كندي الزهيري ||   يحكى بان قوم اصابهم زلزال في مدينة بعيدة ، فقرر سكانها ان يطلبوا من زعمائهم ان يخرجوهم من هذا الوضع الخطير ، اجتمع الزعماء  لإيجاد حل ، فكان الحل الوحيد الخروج الى  مدينة اخرى ، لكن يجب عليهم ان يصنعوا سفينة تتسع الى جميع السكان ، و يوزع مواقع السفينة على الزعماء ، حتى تكتمل وتبحر بسلام ، صنعوها واصعدوا السكان في مقدمتهم الزعماء المدينة ، منهم من اخذ الدفة ومنهم من اخذ البوصلة ، واخر الشراع وهكذا ، امروا بان تسير فيهم نحو جرف الامان والسلام ، في منتصف الطريق وفي ليلة مظلمة لا ضوء فيها ، حلت عاصفة هوجاء وهم في منتصف البحر، كسر الشراع من شدة العاصفة ، فأصبحت الاتهامات متبادلة حول من صنع الشراع ، هاج البحر واشتدت الامواج وهي تتلاطم وتضرب بعنف سطح السفينة ،  وبسبب الخلافات كسرت البوصلة ، فلا نجم يهتدون فيه  ولا ضوء يسرون اتجاهه ،  فزادت صراعاتهم فوق السفينة بين الاتهام والتخوين ، متناسين الهدف الاساسي من الرحلة ، وهم غير مدركين ولا مكترثين الى معاناة السكان  الذين منحو الثقة لزعاماتهم ، فزاد الشرخ وأنقلب الحق باطلا ، والتبس على الناس الحق ومن منهم اصدق حتى يخرجهم من محنتهم هذه ،  لكن كان هناك ثلة خيرة تقف في اخر السفينة ، هم اهل بصيرة يرون شعاع الشمس ولديهم الحل للخروج من هذا الازمة ، والوصول الى بر الامان ، وحين وصل الجميع الى يقين بأن لا حل الا بالتخلي عن هؤلاء الزعامات والرجوع الى اهل البصيرة هنا فقط ظهر الشعاع الضوء  فاخذ اهل البصيرة الدفة واصلحوا البوصلة والشراع ، واوصلوا الناس الى مدينة السلام المدينة التي لا يظلم فيها احدا . قبل 2003م كان هناك زلزال في العراق ، زلزال من الجوع والحروب والفقر الى اخره، وبعد 2003م خرج لنا زعماء  تعهدوا بان يخذون العراق الى بر الامان ، لكن عصفت بالعراق الخلافات والفتن وأختلف الزعماء فيما بينهم ، فكثرت اراقت الدماء  والخراب والاتهامات والتخوين ، فالتبس على الناس أيهم على حق وأيهم باطل ، حتى وصل بنا الحال اليوم الى ان يلعن احدنا الاخر ، فحلت وتجذرت وبطشت  بنا الفتن ، فلا نستطيع العودة الى الوراء ولا نرى من هؤلاء الزعماء اي افق امل للمستقبل ، ولم يدرك المجتمع الى الان بان هناك اهل حل وبصيرة ، ولا حل الا بالعودة لهم ، اذ ما اردنا ان نصل الى مدينة المستقبل مدينة الامن والسلام والخير الذي نبحث عنه . حيث قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( هذا هكذا يقتل هذا هذا ، ويقتل هذا هذا ، قطعاً جاهلية ليس فيها هدى ولا علم يرى ، نحن أهل البيت منها بمنجاة ولسنا فيها بدعاة ) . وهنا نضرب مثلا اخير يجعلنا من الضروري ان نعود الى اهل البصيرة ؛ كان في معركة بدر واحد رايتان  الاولى كتب عليها ( لا اله الا الله ) تمثل الحق الواضح والصريح ،يرفعها رسول الله (صل الله عليه واله ) ،الثانية كتب عليها ( الات والعزة ) يمثلها ابو سفيان . رغم الوضوح كان هناك فريقان مناصران واضحان ولا تلتبس على احد منهم.  في صفين كان هناك راية كتب عليها ( لا اله الا الله ) يحملها الامام علي ( عليه السلام ) ، وفي الطرف الاخر حمل القران الكريم قران امة ( لا اله الا الله ) على الرؤوس ، هنا كانت الفتنة حيث التبس على الناس الحق بالباطل هنا لا يعرف الحق واهله الى من كانت لدية بصيرة ، ولو عاد الناس الى اهل البصيرة والى كلام رسول الله ( صل الله عليه واله ) لوضح عندهم الحق وما خدعهم الشيطان عبر معاوية . ونختم قولنا بكلام الامام علي ( عليه السلام ) "أيها الناس! شقوا أمواج الفتن بسفن النجاة"، الحل متروك للامة اذا كانت تريد النجاة ....

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك