كندي الزهيري ||
يحكى بان قوم اصابهم زلزال في مدينة بعيدة ، فقرر سكانها ان يطلبوا من زعمائهم ان يخرجوهم من هذا الوضع الخطير ، اجتمع الزعماء لإيجاد حل ، فكان الحل الوحيد الخروج الى مدينة اخرى ، لكن يجب عليهم ان يصنعوا سفينة تتسع الى جميع السكان ، و يوزع مواقع السفينة على الزعماء ، حتى تكتمل وتبحر بسلام ، صنعوها واصعدوا السكان في مقدمتهم الزعماء المدينة ، منهم من اخذ الدفة ومنهم من اخذ البوصلة ، واخر الشراع وهكذا ، امروا بان تسير فيهم نحو جرف الامان والسلام ، في منتصف الطريق وفي ليلة مظلمة لا ضوء فيها ، حلت عاصفة هوجاء وهم في منتصف البحر، كسر الشراع من شدة العاصفة ، فأصبحت الاتهامات متبادلة حول من صنع الشراع ، هاج البحر واشتدت الامواج وهي تتلاطم وتضرب بعنف سطح السفينة ،
وبسبب الخلافات كسرت البوصلة ، فلا نجم يهتدون فيه ولا ضوء يسرون اتجاهه ،
فزادت صراعاتهم فوق السفينة بين الاتهام والتخوين ، متناسين الهدف الاساسي من الرحلة ، وهم غير مدركين ولا مكترثين الى معاناة السكان الذين منحو الثقة لزعاماتهم ، فزاد الشرخ وأنقلب الحق باطلا ، والتبس على الناس الحق ومن منهم اصدق حتى يخرجهم من محنتهم هذه ،
لكن كان هناك ثلة خيرة تقف في اخر السفينة ، هم اهل بصيرة يرون شعاع الشمس ولديهم الحل للخروج من هذا الازمة ، والوصول الى بر الامان ، وحين وصل الجميع الى يقين بأن لا حل الا بالتخلي عن هؤلاء الزعامات والرجوع الى اهل البصيرة هنا فقط ظهر الشعاع الضوء فاخذ اهل البصيرة الدفة واصلحوا البوصلة والشراع ، واوصلوا الناس الى مدينة السلام المدينة التي لا يظلم فيها احدا .
قبل 2003م كان هناك زلزال في العراق ، زلزال من الجوع والحروب والفقر الى اخره،
وبعد 2003م خرج لنا زعماء تعهدوا بان يخذون العراق الى بر الامان ، لكن عصفت بالعراق الخلافات والفتن وأختلف الزعماء فيما بينهم ، فكثرت اراقت الدماء والخراب والاتهامات والتخوين ، فالتبس على الناس أيهم على حق وأيهم باطل ، حتى وصل بنا الحال اليوم الى ان يلعن احدنا الاخر ، فحلت وتجذرت وبطشت بنا الفتن ، فلا نستطيع العودة الى الوراء ولا نرى من هؤلاء الزعماء اي افق امل للمستقبل ، ولم يدرك المجتمع الى الان بان هناك اهل حل وبصيرة ، ولا حل الا بالعودة لهم ، اذ ما اردنا ان نصل الى مدينة المستقبل مدينة الامن والسلام والخير الذي نبحث عنه . حيث قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( هذا هكذا يقتل هذا هذا ، ويقتل هذا هذا ، قطعاً جاهلية ليس فيها هدى ولا علم يرى ، نحن أهل البيت منها بمنجاة ولسنا فيها بدعاة ) .
وهنا نضرب مثلا اخير يجعلنا من الضروري ان نعود الى اهل البصيرة ؛
كان في معركة بدر واحد رايتان الاولى كتب عليها ( لا اله الا الله ) تمثل الحق الواضح والصريح ،يرفعها رسول الله (صل الله عليه واله ) ،الثانية كتب عليها ( الات والعزة ) يمثلها ابو سفيان .
رغم الوضوح كان هناك فريقان مناصران واضحان ولا تلتبس على احد منهم.
في صفين كان هناك راية كتب عليها ( لا اله الا الله ) يحملها الامام علي ( عليه السلام ) ، وفي الطرف الاخر حمل القران الكريم قران امة ( لا اله الا الله ) على الرؤوس ، هنا كانت الفتنة حيث التبس على الناس الحق بالباطل هنا لا يعرف الحق واهله الى من كانت لدية بصيرة ، ولو عاد الناس الى اهل البصيرة والى كلام رسول الله ( صل الله عليه واله ) لوضح عندهم الحق وما خدعهم الشيطان عبر معاوية . ونختم قولنا بكلام الامام علي ( عليه السلام ) "أيها الناس! شقوا أمواج الفتن بسفن النجاة"، الحل متروك للامة اذا كانت تريد النجاة ....