قاسم الغراوي *||
كان الاعلام ولايزال يشكل رافداً حيوياً ولايزال
وسلاحاً ذو حدين في الاحداث العالمية والمحلية وهو توام البندقية في الحروب. وعلى مر التاريخ ظل الاعلام فاعلا ومؤثراً مهما اختلفت المسميات
والصفات التي حملها او الوسائل التي استخدمها.
في الحرب العالمية الاولى والثانية كان حضوره
فعالا في ميدان الحرب ومع الخصوم ، فمن الدعاية والاشاعة الى الخطابات والتعبئة والتحشيد مرورا بالإذاعات الموجهة وغسيل الدماغ الى استخدام الخطاب الدبلوماسي والتحريضي والتصادمي
استطاع الاعلام ان يؤثر في الراي العام وتغيير اتجاهه، وفي مواقف الدول ليعبر عن سياستها ومواقفها تجاه القضايا المصيرية.
متى ماكان الخطاب الاعلامي قوياً وواثقاً وراسخاً ومعبراً عن المواقف بمصداقية وشفافية وموضوعية يكون صوتآ مسموعآ.
ومع هذا ظهر اليوم اعلاماً مضللآ يفبرك الحقائق ويحاول غرس مفاهيم وقيم وثقافة مؤثرة لخدمة اجندات داخلية وخارجية ، ولغياب الرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي وعدم وجود ضوابط للنشر او قوانين تحكمه سارت الامور الى نهايات مفتوحة لاتخدم المجتمع في غالبها للاسف . وفي المقابل يوجد اعلاماً هادفاً يحاول ان يرسخ الثقافة والقيم وفق نظرية الغرس الثقافي .
الثقافة والوعي هما السلاح الذي يمكن استخدامه بنجاح في ظل تداخل الخنادق لفرز الصالح من الطالح ، ففي الحرب العالمية الثانية كان جوزيف جوبلر صانع هتلر واستاذ الاعلام المضلل يقول :
_كلما سمعت كلمة ثقافة تحسست مسدسي .
(وهو دليل خوفه من الشعب المثقف) .
_ وكلما كبرت الكذبة سهل تصديقها .
_واعطني شعب بلا وعي اعطيك اعلام بلا ضمير.
قد لانحتاج الى اعلام مضلل في كسب اي قضية ولانحتاج الى نكران الحقائق ،بل التاكيد عليها والدفاع عنها وليس هذا كافيآ مالم نملك الخطاب الفاعل والمؤثر في المستقبل لما نصوره وندافع عنه بطرح الحقائق الميدانية التي تلامس الواقع الذي يلمسه المتابع للاعلام بانواعه .
*كاتب / محلل سياسي
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha