كندي الزهيري ||
أبدى السيد محمد باقر الحكيم اهتماماً مبكراً بأحوال المسلمين وأوضاعهم، ولذلك يعتبر من أوائل المؤسسين للحركة الإسلامية في العراق، وقد كَرَّسَ جهده ووقته في مرجعية والده الإمام الحكيم فكان يقوم بالنشاطات الاجتماعية ويزور المدن ويلتقي بالجماهير ويمارس دوره في التبليغ والتوعية، وتحمل مسؤولية البعثة الدينية لوالده الإمام (الحكيم) إلى الحج ولمدة تسع سنوات حيث كان قد أسس هذه البعثة لأول مرة في تاريخ المرجعية الدينية.
مثّلَ والده الإمام الأكبر وزعيم الطائفة الشيعية في العالم الفقيه المرجع (السيد محسن الحكيم) في عدد من النشاطات الدينية والرسمية، فقد حضر كممثل عن والده في المؤتمر الإسلامي المنعقد بمكة المكرمة سنة 1965 م، وكذلك في المؤتمر الإسلامي المنعقد بعمّان بعد نكسة حزيران 1967 م.
وأثناء تصاعد المواجهة بين الإمام الحكيم وبين النظام الحاكم آنذاك في بغداد وخلو الساحة من أغلب المتصدين بسبب السجن والمطاردة لازم السيد الحكيم والده الإمام الحكيم وأدار أعماله، حتى أنتقل المرجع الأعلى إلى جوار ربّه الكريم في 27 ربيع الآخر سنة 1390 ه.
لا يسعنا أن نحصر دور وحياة السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) في مقال أو كتاب، إذ أردنا أن نكتب عن حياته السياسية والاجتماعية وغيرها من أدوار قام بها شهيد المحراب.
السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله)، وبعض ما جاء فيه: (بمزيد من الأسى والحسرة ننعى فقيدنا العزيز آية الله السيد محمد باقر الحكيم، الذي حمل راية المواجهة، والصمود أمام النظم الفاسدة، ولا سيما نظام الظلم والطغيان البائد مع الحفاظ على الإخلاص، والاستقامة في مسيرته الطويلة).
الشيخ المرجع جواد التبريزي، ومما جاء فيه: (جرح عميق وحزن عظيم برحيل المجاهد سماحة آية آل محمد باقر الحكيم الذي فاز بالشهادة بعد رحلة الجهاد الطويلة، التي ظل فيها (ربه) مدافعا عن أهل البيت (ع)، داعيا إلى الالتزام بخطهم والسير على نهجهم).
السيد علي الخامنئي (دام ظله)، ومما جاء فيها: (قامت الأيادي الأثيمة بفاجعة عظيمة وخطف شخصية فذة من الشعب العراقي أن هذا الشهيد العزيز كان عالما مجاهدا، قضى معظم حياته في النضال، لنجاة الشعب العراقي من نير نظام البعث الآثم).
- السيد محمد باقر الصدر:“ السيد محمد باقر الحكيم عضدي المفدى”.
- آية الله السيد محمد تقي المدرسي:“ شهادة آية الله الشهيد السيد محمد باقر الحكيم ستكون لها آثار سلبية كثيرة على الوضع الإسلامي”.-
رئيس الجمهورية السابق جلال الطلباني:“ أعظم شخصية دينية وسياسية حرصت على حقوق الكرد قبل العرب وعلى حقوق السنة قبل الشيعة“.
- الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله:“ السيد الشهيد يمثل ضمانة وطنية عراقية وضمانة إسلامية كبرى”.
- مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني:“ الأيدي الخبيثة التي هاجمت آية الله لن تكون مسلمة ولئن كانت تنعت إسلاميا فلقد انسلخت عن إسلامها”.
- البطريك المارون مار نصر الله بطرس:“ اغتيال السيد محمد باقر الحكيم تغييب للعراق ودوره الحارات المحب للحضارة”.
- المطران عمانويل دلي:“ نم أيها المجاهد العظيم قرير العين فإنّ إخوانك العراقيين سيعملون على تحقيق المبادئ السياسية التي نذرت حياتك من أجلها”.-
الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية رمضان عبد الله:“ دماء الشهيد الكبير يجب أن تكون نبراساً يعصم العراق وشعبه المظلوم من الانزلاق في مستنقع الفتنة”.
أيهِ يا باقرَ الحكيمِ سَلامٌ
لِثَرَاء حَلَلْتَ فيه سَعيدا
حبَّذا الفوزُ بالشَّهادةِ فَخْرًا
واجتماعٌ في جنةٍ لن تبيدا
أن دمك يا شهيد المحراب حجة وعهدا على الأحرار (وان الشهداء لا يموتون والعراق لن يقسم) وان فتكت الفتن، سيخرج شعبك أقوى من ذي قبل، حرا كريم وشامخ -إن شاء الله-...