محمد الجاسم ||
يُعَدُّ الأمير السعودي محمد بن سلمان، أغنى ملياردير في العالم السياسي المعاصر،إذ تشير صحيفة (BILD ـ بيلد)الألمانية،في تقريرلها نشرته هذا اليوم2022.01.26 الى أن الأمير ولي العهد السعودي دفع 274 مليون يورو في ديسمبر العام2017 لشراء " أغلى منزل في العالم " ،و تصدرت الأخبارعن ذلك الحدث المذهل عناوين الصحف في ذلك الوقت،دون أن يسمّى المشتري نفسُهُ، وبقي سراً ،المنزل المشترى بالقرب من العاصمة باريس ، مسجِّلاً رقماً قياسياً بالفعل. ولا يزال هذا المنزل أغلى منزل تم التعرف عليه في الصحافة و الإعلام على الإطلاق، بناية أنيقة ، حديقة ضخمة ، نافورة ذهبية في الحديقة، وقدعُرف الكثير عن المنزل الخارق للعادة ، لكن اسم المشتري ظل سراً. وقيل في وقتها إن " أحد فاحشي الثراء من سياسيي الشرق الأوسط " قد اشترى المنزل. ويؤكد تقرير صحيفة بيلد الألمانية ،أن المشتري لم يكن معروفاً وقتها.وعند الاستفسار منها،لم ترغب شركة الوساطة العقارية الفرنسية صاحبة صفقة العقدChristie's International Real Estate أو شركة الإنشاءات Cogemad التعليق على الصفقة الضخمة. ومع ذلك ، فقد تم الكشف الآن ـ وفقاً لتقرير الصحيفة ذاتها، عن مشتري القصر الضخم،إنه سعودي ، وليّ عهد ، يبلغ من العمر 32 سنة، ويتقلّد مناصب وزارية في وطنه (السعودية) ،إنه محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود. تتحدث الوثائق التي تضمنتها التقارير الصحافية،عن ان العقار الفاخرقد حوى سلسلة من المشتريات الباهظة التي تُنسب أيضاً إلى ابن سلمان، بما في ذلك اليخت النادر المشترى بقيمة 500 مليون دولار ،ويخت أصلي بقيمة 450 مليون دولاربإسم( ليوناردو دافنشي).
من المفارقات العظيمة النادرة في التأريخ السياسي للأمم،هي أن الرجل الغني جداً (محمد بن سلمان )قد عُيِّنَ من قبل والده الملك، رئيساً لوكالة جديدة لمكافحة الفساد في المملكة العربية السعودية. ومنذ ذلك الحين ، قبض الأمير محمد بن سلمان على أكثر من مائتي شخص ـ من أقاربه ومن سواهم ـ للاشتباه في فسادهم ،وألقاهم خلف القضبان،وتعرضوا الى التعذيب الجسدي،والاستنطاق القسري لأخذ الاعترافات.كان ذلك في العلن..أما في الخفاء فقد كانوا من خصومه السياسيين ومنافسيه على المغانم السلطوية في المملكة وخارجها، بينهم أحد أغنى رجال الأعمال في البلاد والولايات المتحدة الأمريكية ، الأمير (الوليد بن طلال)،وبعد تعيين بن سلمان ولياً للعهد من قبل والده الملك سلمان بن عبد العزيزفي 2017.06.21. أظهرمحمد بن سلمان رغبته في تحديث البلاد،والإنقلاب على النمط التقليدي لبلاده ،بوصفها بلاد الحرمين الشريفين، ولم يكتفِ بالسماح للمرأة بقيادة السيارة،في حزيران 2018 ، بل وبادر بتوسيع الطاقات المتجددة ، وتقييد سلطة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،ذات الصبغة الدينية السلفية البوليسية. وتعهد بأن سيتم افتتاح دور السينما في السنوات القادمة .وبالفعل افتتحت صالات القمار ومقاهي الكوفي شوب ،التي ترتادها النساء أُسوة بالرجال، لقضاء أوقات المتعة الفاضحة والمقامرة واللهو غير المنضبط والمُنافي للشريعة الإسلامية وتقاليد الشعب السعودي.
لقد أقرَّ ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بمسؤوليته عن جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، لأن الجريمة البشعة ، اقترفها موظفون رسميون سعوديون قَدِموا من السعودية لتنفيذها، في بناية دبلوماسية سعودية في تركيا. لقد جمع بن سلمان ، في إزاء هذا الحدث الجلل،الكثير من الشراسة والنفاق،حين صرح في مقابلة مع شبكة (سي بي أس) الأمريكية:" إن قتل جمال خاشقجي جريمة بشعة ". وقد وقع المجرمون الذين نفذوا هذه الجريمة البشعة جداً بقتل الضحية وقطع رأسه بالفأس ـ وهو ميت ـ وتقطيع جسده بالمنشار الكهربائي،ضحيةً لدهاء المجرم الأكبر الذي وظفهم لهذا الواجب الإجرامي الرهيب،فأوعز الأمير محمد بن سلمان الى النيابة العامة في السعودية، أن تطالب بإقرار أقصى العقوبات وهي الإعدام، في حق عدد من المتورطين في هذه المسرحية البشعة،التي كان كاتب السيناريو والمخرج والممول فيها هو ولي العهد نفسه.
ورُبَّ قول..أنفذُ من صول !
2022.01.26 ألمانيا
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha