كندي الزهيري ||
في هذه السلسلة من المقالات التي نود أن نبين فيها غيبة الأنبياء والاوصياء ، وأن الغيبة ليست بجديدة أو ضرف طارئ ، انما هي تأديب للرعية وهلاك للظالمين وفرحة للمؤمنين ، كما يحاول البعض ان يصف غيبة الإمام الحجة ابن الحسن( ع) ، كانت بسبب ظروف السياسية التي جعلة من الإمام ( عجل الله فرجه الشريف ) يترك الناس ويتوارى عن الناس.
في هذه السلسلة سنبين بأن الغيبة حكمة الأهي ، لكي يختبر فيها خلقة ومدى حرصهم على العوده الى ربهم وخليفتهم ، وأن فيها ثواب للمنتظرين ، وعقاب للفاسدين الذين تركوا الحق واتبعوا الباطل والشيطان.
الغيبة الأولى كانت غيبة آدم (ع ) عن الملائكة .
قال العلامة علي أكبر النهاوندي في كتاب " العبقري الحسان في أحوال مولانا صاحب الزمان ( عليه السلام )"مستدلا بالآية التي يخاطب فيها الله تعالى، الملائكة فيقول: 《و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة 》، وقد استدل في غيبة النبي آدم( ع ) واعتبرها أبلغ الغيبات.
واستند إلى الروايات ليقول أن وعد الله هذا تحقق ب ( ٧٠٠) عام قبل خلق آدم (ع) ، إذ كانت الملائكة تنتظر خلق الخليفة خلال هذه الفترة.
ومن ثم يتبين أنه بسبب عدم وجود النبي آدم ( ع )، فإن غيبته هي أبلغ وأوضح من غيبة سائر الأنبياء والاوصياء، ويكتب قائلا:
إن غيبة ادم( ع) ، هي أبلغ وأوضح من غيبة إمام العصر(ع) عنا؛ لأن آدم( ع) غير موجود، كان غائب عن الملائكة ، بينما امام العصر ( ع) موجود لكنه غائب عنا....