قاسم الغراوي ||
من المؤكد ان الجهل والتخلف يعد ارضية خصبة لنمو الخرافات والشعوذة والسحر ، ولغياب الرقابة والفساد بانواعه امتدت مساحته لتصل الى اماكن كثيرة مرورآ بالظهور في القنوات الفضائية كاحد اهم البرامج التي تتمتع بشعبية كبيرة لتفرض نفسها لاقناع ماتبقى من الجهلة وقيادتهم الى طرق الرجم بالغيب من خلال السحر والشعوذة وشفاء الامراض .
من المؤلم حقا في هذا العصر وفي بعض الدول العربية التي هي مصدر الابداع والعلم والعلماء والفن نصل لهذه الدرجة والانحدار في اعتمادنا على الشعوذة والسحر في علاج الامراض والمشاكل الاجتماعية مستسلمين مقتنعين بما يورده هؤلاء من قراءة ورجم بالغيب لما يكون ، ولهم القول الفصل في قراءة المستقبل مقابل مبالغ مادية .
عندما يبتعد المجتمع عن العلم والمعرفة والنظام ، والقانون ، والقيم الاخلاقية والمعرفية والوعي يتراجع كثيرآ وتطفوا على السطح افرازات خطيرة في المجتمع ، ومن هذه الافرازات والمظاهر ظاهرة السحر والشعوذة والجن والتكهن بالمستقبل وغيرها من مظاهر الجهل والتخلف والفساد والتي تقضي على اسس القيم في المجتمع . والخطير في هذه المظاهر وجود القنوات الفضائية الراعية لها .
اذا لم يتم الوقوف بوجهها وبكل الوسائل للقضاء عليها يمكن ان تكون هي القيم السائدة في المجتمع مستقبلآ ، وهذه من علامات سقوط وانهيار المجتمعات بشكل كامل .
والجدير بالذكر ان من يمارسون الدجل والشعوذة في المجتمع يمتلكون مكتب وعيادة خاصة لاستقبال المراجعين وكانه مقام من مقامات الاولياء الصالحين حيث يلتمسون عندهم العلاج والشفاء من الامراض ، والشفاء لن يكون الا بمباركتهم.
اين كنا وكيف اصبحنا ،لماذا تغيب المتابعة لهؤلاء من قبل الحكومات والمسؤولين فيها ولماذا تصمت ؟
ليس غريبا فكثير من الشخصيات المرموقة تراجع هذه الاماكن لمعرفة طالعها وطالحها ومستقبلها .
اتصور ان مجتمعاتنا العربية بحاجة الى فرمتة لكونها اصبحت منكوبة وبحاجة الى التغيير في خطوة جديدة لاصلاح الانسان وبناءه من جديد قبل ان يتقولب ويرفض التغيير نحو الافضل وتصبح الشعوذة والسحر من معتقداته التي لايمكن المساس ).بها ، (ياامة ضحكت من جهلها الامم .
ــــــــ
https://telegram.me/buratha