منهل عبد الأمير المرشدي ||
Manhalalmurdshi@gmail.com
اصبع على الجرح .
مما لا شك فيه إن الخلاف والإختلاف في المصالح اولا وفي وجهات النظر ثانيا هو السمة الشاملة والطاغية على مجمل اطياف العملية السياسية في العراق . لم يعد هناك زواجا كاثوليكيا في التوافق والآراء بين حزب وآخر وكتلة وآخرى فما يتفق عليه الشركاء في الليل قد يمحوه النهار .
الكل لا يثق بالكل . والكل يتعامل مع الكل وفق نظرية المؤامرة . انعدام تام للثقة واعتماد نظرية الشك وما تقوله الألسن غير ما تخبئه القلوب .
الشيء الوحيد الذي يجمع بين رؤساء الكتل السياسية العراقية هو ان اختلافاتهم وتقاطعاتهم على المصالح الشخصية بما تعني من مناصب ومغانم ولا علاقة للعراق كدولة وشعب وحاضر ومستقبل بالأمر من بعيد او قريب ولسان حال كبيرهم وصغيرهم يقول إذا متّ ظمآنا فلا نزل القطر مع الملاحظ إن الأمر يعود حصريا على رؤساء الكتل ( قادة وزعماء ورؤساء ) وليس لأعضاء كتلهم في مجلس النواب العراقي فهؤلاء يسيرون وفق نظام الناقة المأمورة ينطقون وفقا لإشعار الكونترول ويصمتون كذلك وكل ما ذكرناه شاملا للجميع شيعة وسنة واكراد . ونحن نتابع ما يج
ري قد نأمل خيرا من توافق الشيعة فيما بينهم بأعتبارهم المكون الأجتماعي الأكبر لتكون هناك حكومة قوية عسى ولعل ينال الشعب شيء من حصاد خيرها ولو من باب الحلم والتمني فقد سبق وان حصلنا على شيء من ذلك بحكومة المالكي الأولى بمجمع بسماية السكني مثلا وتعديل الرواتب حينها وغيرها كما يمكن ان نأمل خيرا من توافق الأطرف السياسية السنية إذا ما تشكلت لديهم رؤية وطنية بعيدا عن الأجندة الأقليمية فابناء المناطق السنية لهم خبرة في عالم السياسة قد تعود بالنفع لبناء دولة العراق القوية . إلا الساسة الأكراد .
فإن اتفق الأكراد فيما بينهم عاد إتفاقهم بالضرر على العراق وإن اختلفوا عاد اختلافهم بالضرر على العراق .
إذا اتفقوا جائوا بوفد موحد ورئيس جمهورية موحد ويطالبون بميزنية تفوق نصف ميزانية العراق ويطالبوا بضم كركوك الى الإقليم ونفط العراق في مدن الإقليم للإقليم والمنافذ الحدودية للإقليم والعلاقات الخارجية مفتوحة للإقليم بما فيه كيان دولة اسرائيل .
أما اذا احتلف الأخوة الأكراد فيما بينهم فأن اختلافهم سيعود بالضرر على العراق حيث سيأتون بأكثر من مرشح لرئاسة الجمهورية وسيأتون بوفدين الى بغداد بدل الوفد الواحد ويشتعل الصراع بينهم على منصب المحافظ في كركوك وتنقسم مطالبهم الى يسار ويمين في الموازنة والايرادات والعلاقات .
القاسم المشترك الوحيد للأكراد إن اختلفوا او اتفقوا ان للموساد الصهيوني مكتبان رئيسيان احدهما في اربيل والآخر في السليمانية .
ما نتمناه على السياسيين العرب سنة وشيعة ان يصحوا ويعوا ويتعقلوا ويعودوا الى رشدهم ويعرف ان وحدتهم هي السبيل الوحيد لإنقاذ العراق وإن عودتهم الى الشعب العراقي المظلوم هي الحل بدلا من الإعتماد على القوى الأقليمية من خلف الحدود واان كان لابد من قول فصل فلكل ذي عقل وبصيرة ولكل من يرتجي في دنياه حسن العاقبة ان يدرك ويبصر ويعرف ويعترف ان الله حق وإن المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف لسماحة السيد علي السيستاني هى البيت الراعي لكل العراقيين بكل اطيافهم وكل مذاهيهم وانها صمام امان وحدة العراق وهيبة العراق ورمز عزته وكرامته شاء من شاء وأبى من أبى حفظها الله وحفظ العراق وشعبه الطيبين .
https://telegram.me/buratha