حيدر الموسوي *||
اكثر مصطلح يتداوله سياسيون ونخب وكتاب ان الشعب يريد ذلك
وان الشعب هو من قال ذلك
وان الشعب لن يسكت عن ذلك
وان الشعب سينتفض في حال ذلك
هؤلاء اعدادهم بدأ من الصعوبة بمكان احصائهم في الحياة السياسية والاعلامية وهم يتحدثون بالنيابة عن ٤١ مليون فرد يعيش في هذه البقعة
بل وصل الامر بهم الامر الى الحديث بالانابة عن مواقف الدول الاقليمية وحتى الدولية إزاء العراق ، فنسمع مثلا ان امريكا لا تقبل بذلك وان ايران لن تسكت عن ذلك وان الدول العربية سيكون لها موقف ان حدث ذلك ، فنأخذ مثلا اغلبية كوادر وقيادات الطبقة السياسية برمتها عندما تظهر في وسائل الاعلام وتتحدث نيابة عني وعنك وعن كل الملايين العراقيين ، وهذا ايضا قلده الناشطين المدنيين في ابان الحراك الاحتجاجي من عبارات الشعب يريد اسقاط النظام الشعب يقول نريد وطن الشعب يقول غدا اضراب ولن نذهب الى الدوام ، حتى وصلت الامور الى وجود مئات من الناطقين باسم الشعب دون حتى الاستئذان من اي فرد من افراد الشعب ، نعم قد تكون هذه الاسماء لسياسيين ونخب وكتاب لديها وجود وشخصيات عامة وجمهور وانصار ومحبين لكن هؤلاء كلهم لا يشكلوا مجتمعين ربع الشعب ، خذ مثال الانتخابات النيابية الاخيرة التي حدثت بحسب المفوضية وهي جهة رسمية وقد بالغت كثيرا من اجل سمعة الانتخابات وتحدثت بنسبة عقليا يرفضها الكثيرين
فتتحدث عن ٩ مليون مشارك وهي اعتمدت من لديهم البطاقة البايومترية
اي ليس لديها تلك الاحصاءات الحقيقية
في ذات الوقت تحدثت صحف دولية مهمة ان نسبة المشاركة تراوحت باحسن الاحوال بين ال ٢٠ بالمئة وال ٢٥ بالمئة وهذه النسب من العدد الذين يحق لهم الانتخاب وهم قرابة ٢٤ مليون بحسب بيانات المفوضية اي ليس العدد الكلي والبالغ ٤١ مليون فرد بحسب اخر احصاءات رسمية لوزارة التخطيط
اذن نود هنا ان نشبر ان جميع المتحدثين في الفضائيات والمدونين والمغردين في حقيقة الامر ليسوا بناطقين عن الشعب او بأسمهم ، نعم هناك مشتركات ممكن الحديث بها نيابة عن الشعب وهي ان الشعب يريد استمرار توفير خدمات الكهرباء والماء الصالح للشرب وتوفير مستوى جيد من العيش والرفاهية والامن والصحة لان تلك الامور هي المشتركات الحقيقية التي تجمع ٤١ مليون فلا يعقل ان يكون هناك فرد ما يرفض تلك الخدمات ويريد ان يبقى بدونها مطلقا
لذا نرجو من السادة الناطقين والمطبلين والذين ليس لديهم سوى التكرار المستمر في الظهور على الشاشات ان يرحموا الشعب وعقولهم وان يتركوا عملية الاستحمار واستغلال التحدث باسم الشعب
تحت عناوين الاصلاح ومحاربة الفساد والانقاذ لانها باتت عناوين شعبوية مستهلكة لا يصدقها حتى الطفل في الروضة
*مدير مركز القرار السياسي
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha