محمود الهاشمي ||
تعدالفلوجة من المدن العريقة في محافظة الانبار ،ولانها الاقرب الى بغداد (60) كم ،فانها اتسعت لتكون الاكبر بين جميع اقضية المخافظة بما في ذلك مركز المحافظة .
تمتاز الفلوجة بكثرة مساجدها لتفوق اي مدينة اخرى بالعراق حتى قيل (مدينة ال250 مسجدا)لكن رغم ذلك فان سكانها لديهم انفتاح وتحضر ملموس وانديتها الثقافية والفكرية عامرة بالمثقفين والكتاب ،وهناك الكثير من النواحي تابعة لها ومعظمها زراعية.
هذه (المدينة )تحولت فجأة مسرحا للارهاب ،وتم اختراقها قبل سقوط النظام البائد وهيمن الفكر الوهابي على العديد من مساجدها المهمة ،وكانت هناك مواجهات بين القوات الاميركية وابناء المدينة تم فيها تدمير بناها التحتية وهدم العشرات من المنازل وقتل الكثير من القوات المحتلة ،لكن (الارهاب )تحول تدريجيا باتجاه طائفي والاعتداء على ابناء الطائفة الشيعية وقطع الطريق الدولي ومحاسبة الركاب على اساس طائفي ،كما قتل الارهابيون المئات من ابناء المدينة نفسها تحت تهم عديدة وهناك العشرات من المقابر التي مازالت شاهدة على ذلك .
بعد سلسلة طويلة ومعانات لابناء هذه المدينة ،عاشوها بين القتل والتشريد تم التخطيط لمؤامرة الاعتصام او (منصات الفتنة ) التي قادها رجال دين من داخل المدينة وخارجها وخاصة مما يسمون بالشيوخ ورجال الدين الذين يقطنون في اربيل والاردن وتركيا ،وانخرط بها سياسيون عراقيون من ابناء الانبار مثل رافع العبساوي وغيرهم واشعلوا المحافظة بدعوى الاعتداء على السجينات من الانبار والسجناء وتدهور الوضع الاقتصادي وكانت تلك المنصات قد هيأت لدخول داعش واحتلال (90%) من ارض الانبار لوحدها وقاربوا بغداد وهم يهتفون (قادمون يابغداد )
وعاشت الفلوجة وضعا صعبا لايمكن للمواطن ان يفتح فمه حتى يقتل ،ويبيح دمه اصحاب المنابر فيما كانت المنصات يتم تمويلها من دول الخليج .
حين كانت ايام التحرير وصدور الفتوى المباركة شهدت الفلوجة اسوة بمدن الانبار الاخرى معارك شديدة ودفعت الدماء من اجل تحريرها بعد ان كان احد ضحاياها المقاتل (مصطفى العذاري )وكيف تلا شيوخ الانبار بيان اعدامه وتعليقه على جسر الفلوجة تاركين الما شديدا في نفوس العراقيين جميعا .!
عاشت الفلوجة نوعا من الاستقرار بعد تحريرها من تنظيم داعش ،ومازال ابناء القضاء يحصون ضحاياهم ومصيرهم وحياة التهجير بمرارة والم ويتذكرون ماسي الدواعش ومافعلوه بها بحيث ان الانسان لايعرف متى يقتل .
الحمد لله عاد الكثير من ابناء المدينة الا اولئك الفارين من العدالة او المطلوبين للعشائر وعادت الحياة والاسواق والكثير من البهاء للمدينة ،وبتنا نحدث اصدقاءنا ونتواصل معهم ويتواصلون معنا .
هذه المقدمة سقتها بعد ان تفاجأت ببيان إئمة اكثر من (40) مسجدا بالمدينة وهم يتلون بيانا يحذرون فيه (عودة الارهاب ) الى مدينتهم ويؤكدون ان بعض السياسيين دون تسميتهم يزمعون بناء اربعة مساجد جديدة باموال ودعم خارجي وان بعض المشايخ باتوا يجهرون بالفكر (الوهابي)ويمنعون الشباب من الصلاة وراء ائمة المساجد الاخرى ويحرمون ذلك ،في ذات الوقت هناك حملة تقودها شخصيات سياسية وعشائرية تدعو الى عدم انتشار الحشد الشعبي في منطقة (الگرمة ) القريبة من الفلوجة وتعلن عن مسائل طائفية وغيرها .
نقول يا اهالي الفلوجة ان خراب مدينتكم كان وراؤه السياسيون وبعض المشايخ والارهابيون ،وان (فتنة)جديدة تحاك ضدكم الان واذا اهملتم الموضوع فان (الفتنة )ستأكل الاخضر واليابس وستعودون الى مواسم القتل والارهاب خاصة وان نفس (مجلس الشيوخ )المرابط بالاردن اصدر بيانا يؤيد فيه رأي السياسيين وان بعض وسائل الاعلام قد استلمت المبالغ الكافية لاحراق المدينة ومن فيها ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)،ومازال هناك الكثير من الوقت للقضاء على هذه (الفتنة )قبل ان يأتي يوم ليس فيه مساحة حتى للندم .
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha