قاسم الغراوي *||
بعد سقوط النظام السابق بدات اخطر ظواهر الانهيار الحضاري الذي يعتبر نظام البعث ومابعده هو المسبب الاول لبداية هذة المأساة ، التي الحقت بالمجتمع العراقي والدولة العراقية ضررا بالغاً .
القاعدة والطائفية وداعش والتصفيات والاغتيالات والتفجيرات والسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والابادة الجماعية والسرقة والنهب وتبديد الاموال والاختلاسات والرشاوى وفساد اداري ومالي غير مسبوق ، والسبب هو غياب النظام والقانون الذي لم يكون صارماً طيلة تعاقب الحكومات المتوالية واستبداله بشريعة الغاب .
ومن افرازات الواقع الجديد المسمى بالديمقراطية الخلاقة المرتبطة بالفوضى هو تنامي الروح العدوانية ، وتصاعد خطير في معدلات الجريمة والاغتيالات والنزاعات المسلحة بين العشائر ومافيات المخدرات وقيامها بعمليات قتل لقضاة وضباط نزيهين يحاولون محارية الفساد والجريمة ، وصلت حتى الى قلب العاصمة العراقية الذي يفترض انها تمثل المركز الحضاري الاول في العراق .
كثيرة هي الظواهر المدانة التي لا تعد ولاتحصى في المجتمع والتي تخص عمل الدولة على المستوى السياسي وادارة الدولة ، التقصير واضح من البنى التحتية الى المشاريع والاستثمار مرورا بالخدمات والاعمار والبناء وامكانية عودة المهجرين ، وفرص العمل ، وكذلك خلافات السياسيين التي اثرت على الواقع المجتمعي وقرارات الحكومة التي اسقطت اخطاء سياساتها على الواقع الحياتي للمواطنين .
ان ظهور هذه الظاهر وتناميها في المجتمع العراقي يعود الى سبب رئيسي هو ضعف السلطة المركزية وفساد اجهزتها التنفيذية وخوفها وعدم قدرتها في حماية المواطنين وتطبيق القانون والنظام ومعاقبة المسيئين والفاسدين وتقديمهم للقضاء بعيدا عن المحسوبيات والمجاملات .
بسبب ضعف الدولة وعدم بسط الامن وحماية الناس يلتجأ المواطن للمنظومة المجتمعية لحمايته ؛ العشيرة ، المافيات والعصابات ، المجموعات المسلحة ، ميليشيا الاحزاب .
ومع مرور عقدين من الزمن لازال العراق من كارثة الى اخرى ومن مصيبة الى ثانية ، والذي يزيد الامور تعقيداً هي عدم شعور الطبقة السياسية بالمسؤولية في ظل ظروف معقدة وتحديات يمر بها البلد .
واما اوضاع السلطة والدولة والعملية السياسية فهي من سيء الى اسوأ ولايوجد من يتحمل المسؤولية الاخلاقية والشرعية والمهنية بعد تعاظم الخلافات السياسية وسيطرة مافيات الفساد وتغولها في مفاصل الدولة فالكل في السلطة والكل معارض والكل مسؤول عن النجاح ان وجد وغير مسؤول عن الفشل ان حصل يتحدثون عن الفساد وهم اصل الفساد ، لا قانون يردعهم ولامحكمة تحاسبهم وتصدر العقوبات بحقهم ولا حكومة توقفهم .
ولانملك الا الدعاء والتوجه الى الله ان يرفع هذة الغمة عن هذة الامة ، فقد فاض صبر الشعب ولم يعد يحتمل هذه الترهات .
*كاتب /محلل سياسي
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha