المقالات

الكرد ومنصب "رئيس الجمهورية"

2237 2022-02-14

 

حمزة مصطفى ||

 

  برغم الخلافات الحادة بين الحزبين الرئيسيين في إقليم كردستان "البارتي" و"اليكتي" حول منصب "رئيس  الجمهورية" فإن الجميل في هذا الخلاف الإيجابي إنه على بغداد. فالكرد وإن لم يتخلوا عما يعدونه حقوقا دستورية لهم وبالأخص المادة 140 الخاصة بكركوك والمناطق  المتنازع عليها لكنهم الآن يتنافسون فيما بينهم لكي يصبح أحدهم رئيسا لنا. حتى كركوك التي هي كماتقول أدبياتهم "قدس  الأقداس" بالنسبة لهم باتت موضع خلاف بينهم في الإقليم لا مع المركز في بغداد. كان أشقاؤنا الكرد نظموا قبل نحو 5 سنوات إستفتاء بشأن حق تقرير المصير الذي يعني بالكردي الفصيح إقامة دولة كردية مستقلة وعاصمتها كركوك. لدي صديق كردي يمازحني كلما جئت الى السليمانية بالطريق البري قائلا "كاكا  حمزة حين تمر في كركوك لاتبقى طويلا حتى لاتزيد التعريب". 

  المرحوم جلال طالباني يروي واقعة بشأن مباحثات له مع طارق عزيز. يقول إنه حين وصلنا الى فقرة كركوك قلت لعزيز " ماذا عن حقنا في كركوك"؟ رد  عزيز "لديكم حق واحد وهو البكاء على كركوك كلما مررتم  قربها مثلما بكينا نحن العرب الأندلس 1000 عام ثم نسيناها". ولأن طالباني سريع البديهة قال لعزيز كلاما أغضبه " كثر خيرك أبوزياد لأنكم في الأقل أعطيتمونا حق البكاء بينما هذا الحق منعتموه عن الشيعة". المحصلة أن الكرد مختلفون اليوم فيما بينهم لا معنا على أهم إستحقاق سيادي في البلاد منحه الدستور أهم ميزة وهي رمز وحدة البلاد وهو منصب رئيس الجمهورية. 

هل تنازل الكرد عن حقوقهم  القومية؟ لا أملك الحق لا في طرح مثل هذا السؤال ولا الإجابة عليه لكني أفترض إنهم يتصرفون بواقعية علينا تشجيعهم عليها  سواء كنا "أغلبية ممرة"  أم "ثلثا معطلا". فالعلاقة مع الكرد لاسيما بعد إصرارهم على التمسك بمنصب رئيس جمهورية العراق ورمز وحدته حتى لو أدى هذا  النزاع الى مشاكل في كردستان قد تهدد وحدة الإقليم ينبغي أن تبنى على أساس مفهوم  المواطنة العراقية بعيدا عن المكوناتية.

ليس بوسع أحد مصادرة حق الأشقاء الكرد في إقامة دولة مستقلة على تراب كردستان في الدول الأربع  التي أصبح الكرد ضحية خرائطها التعسفية. فبالنتيجة هم أمة يحلمون مثلنا مع إننا كعرب أمة واحدة أقمنا 22 دولة  "ولا واحدة براسها خير". الخلاصة أيا كان الكردي الذي سوف يتبوأ منصب رئيس جمهورية العراق فهو يمثلنا جميعا بصرف النظر عن أية إنتماءات أوهويات فرعية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك