منهل عبد الأمير المرشدي ||
Manhalalmurdshi@gmail.com
اصبع على الجرح .
جاء قرار المحكمة الاتحادية بعدم دستورية قانون النفط والغاز لإقليم كردستان بمثابة أيقونة الحق الواجب والعدل الناجز في ميزان القضاء العراقي بما يتوافق وعراقته واستقلالية القرار خصوصا وانه جاء في مرحلة غاية في الحساسية بعد قراره بشأن مشروعية جلسة انتخاب رئيس الجمهورية ومن ثم قرار عدم احقية هوشيار زيباري لمنصب رئيس الجمهورية .
قرارات تبعث الأمل في دور القضاء ليكون الفصل والحاسم للوقوف بوجه مافيات الفساد والخروقات القانونية التي يتعرض لها الدستور العراقي خصوصا في الضبابية السائدة في العلاقة بين الإقليم والمركز وماهية الصلاحيات بين المركز والمحافظات .
غالبية الشعب العراقي وخصوصا شرائح الفقراء وذوي الدخل المحدود والموظفين بإنتظار المزيد من الحضور الفاعل للقضاء في إحقاق الحق وإبطال السقف الجنوني لرواتب الرئاسات والنواب والوزراء وذوي الدرجات الخاصة مع امتيازاتهم التي ما انزل الله بها من سلطان .
نحن اذ نتفائل بعودة القضاء لممارسة دوره الفاعل والمأمول فإننا ننتظر اقرار عدم دستورية دعوة الحلبوسي لإعادة الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية كما نأمل ونتأمل ونرجو ان يكون للمدعي العام وهيئة النزاهة دور عاجل وقوي وحاسم في احالة المتهمين بالفساد مهما كانوا ومن اين ما كانوا الى القضاء وتفعيل قانون من اين لك هذا لنعرف من اين جاء عضو برنامج الدهن الحر رئيس البرلمان العراقي بقصر القصور وقاعة استقبال الف ليلة وليلة ومن اين جاء هو وبقية المسؤولين سنة وشيعة واكراد بالقصور والأرصدة ومئات (الجكسارات) .
هي مناشدة في ساحة القضاء من كل فقير وصرخة كل مظلوم وكل عراقي كرديا كان ام عربي سنيا كان ام شيعي ليعود الحق الى اهله ونرى الأقزام على حقيقتهم مثلما كانوا ويكون للشعب العراقي حق التصرف بأمواله وبناء مستقبل ابنائه.
لا نأتي بجديد اذا ما قلنا ان القضاء ركن أساسي من اركان بناء الدولة بل هو كل الدولة وعنوان وجودها وضامن هيبة حضورها فلا قانون ولا عدل ولا نظام من دون قضاء حي ومستقل وفاعل وعادل .
من هنا جاء الصدى الإيجابي الواسع في الشارع العراقي لقرارات القضاء الأخيرة والأكف على القلوب ان يأتي من يأتي ليشكك او يضرب في ساحة القضاء هذه المرة بعدما عاد حيا حاضرا فاعلا عادلا منصفا .
نعم فالقضار اكبر من كل الرؤساء وكبر من كل القادة والزعماء فالجميع تحت القانون والقضاء هو مصداق القانون وصوته الحق والشعب كل الشعب مع القضاء ومع القانون ومع العدل .
اخيرا وليس آخرا نقول وبما ان العالم اجمع والسفير الامريكي وسفراء الاتحاد الاوروبي وممثلة الامين العام للامم المتحدة جنين بليس خارت اكدوا مرارا وتكرارا على استقلالية القضاء وحصانته من التدخل في قراراته ووجوب تنفيذ ما يصدر منه فعليهم مساندته والوقوف معه بحزم في مكافحة الفساد ومحاربة الفاسدين خصوصا ما يتعلق بالنفط المصّدر من الإقليم من دون علم المركز واصدار الاوامر والتعليمات بإيقافه على الفور ناهيك عن اكثر من 140 مليار دولار في ذمة الإقليم وفي خزائن عائلة مسعود البره زاني من اموال النفط السابقة يجب اعادتها لخزينة الدولة الإتحادية فهل سيفعلون وقديما قال تلمثل الشعبي العراقي ( ابو كريوة يبيّن بالعبر )