قاسم الغراوي *||
عادة ماتركز الحكومات على خطة بناء المدارس والعناية بها وتوفير كافة الوسائل المتاحة لخلق مناخ وأجواء ملائمة لنجاح العملية التربوية والتعليمية في كافة المراحل.
يرتكز التعليم والتربية على ثلاث قواعد وهي الطلبة والمدرسين والوزارة ومؤسساتها المرتبطة بها، وبالتخطيط والتعاون والمشاركة الفعالة والألتزام والانضباط تتحقق النتائج المطلوبة لبناء مجتمع يرتقي ويتطور وينافس المجتمعات الأخرى.
حتى تصبح معلماً ينبغي ان تكون شخصاً مميزاً . انها عملية اختيار مهنة مستندة الى الرغبة في إحداث تغيير في حياة الاطفال والمراهقين والشباب .
ان ممارسة مهنة التعليم هو اسلوب حياة اكثر من مجرد كونه عمل او مهنة يسترزق منها .
فالمعلم بحكم عمله يخوض يومياً معارك مستمرة متعبة فكرياً وحتى جسدياً طرفاها هو وحوالي اكثر من ثلاثين طفلا او مراهقاً او شاباً يتوجب عليه ان يكون مسؤولا عنهم .
وعلى المعلمين ان لا يكونوا انانيين، فتلاميذهم ونجاحهم هو الاولوية رقم واحد بالنسبة لهم وهذا شيء يجب ان يكون هدفاً رئيسياً عليهم ان يضعوه ًًنصب اعينهم . لذلك على كل معلم أن يكون موجها ًمخلصاً وإسوة حسنة يقتدى بها وأن يكون شخصا يمكن للتلاميذ أن يمنحوه ثقتهم .
فالمعلم يقوم بتغيير حياة الطلبة ليس فقط عن طريق إعطائهم المعارف النظرية والتطبيقية ولكن ايضا عن طريق تعليمهم كيف يصبحون مواطنين افضل في الحياة .
قد لا يدرك الطلبة هذا الجهد الذي يبذله المعلم في فترة الدراسة ، ولكنهم فيما بعد وبعد ان يخوضوا معترك الحياة عندها فقط سوف يشكرونه على فعله ذلك .
أن تكون معلما قد يبدو شيئا سهلا ولكنه في واقع الامر يستلزم اكثر مما يعتقده اي شخص ، وهو امر مضني في حد ذاته ويتطلب متابعة وتوجيه .
يجب ان يكون المعلم مؤثراً لمصلحة التلاميذ ًحتى على مصلحته الخاصة وان يكون شخصا مهتماً .. شخص لا يتوقف عن تحفيز التلاميذ والايمان بقدراتهم وهذا درس عظيم في الحياة .
ان مهنة التعليم لا تتعلق بإلقاء محاضرة او تدريس منهج دراسي محدد ومقرر سلفاً حتى يحصل التلاميذ على علامات جيدة في الامتحانات ، انما تتعلق بتعليم هؤلاء الاطفال والمراهقين والشباب ما يمكن ان يصبحوا عليه في المستقبل وماذا يمكن لهم أن يأملوا في تحقيقه في هذه الحياة ، انها مهنة تتعلق بإعداد اجيال المستقبل والايمان بهم وبقدراتهم .
وفي مقابل قرار المعلم في ان يكون جزءاً من اسلوب الحياة هذا الداعم للتلميذ لذا ففي الطرف الاخر يجب على التلميذ ان يكون دوما مخلصا لمعلمه ويحبه بدون قيد او شرط وان يكون مطيعا وملتزماً ومواظباً وينظر لمعلمه بوقار وهيبة.
كما أن الثقل الأكبر يقع على عاتق وزارة التربية والتعليم ومؤسساتها في الوقوف مع المعلم والتاكيد على حقوقة وتوفير كافة الاحتياجات الضرورية واللازمة لنجاح عملة لانه يربي جيلا سيقود المجتمع في القادم من الأعوام.
انها مهنة تستحق منا التقدير والاحترام فهم البناة لقادة المستقبل .
* كاتب /محلل سياسي
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha