الشيخ محمد الربيعي||
▪️ان سبب كل ما يحصل من ضعف في مسيرة نشر الاسلام ، او عدم الامان في ربوع الانسانية [ عدم جعل حكم الله هو قاعدة الحياة ]
محل الشاهد :
▪️ ان اختلاف طبيعة الإسلام في فكره و غاياته و توجيهاته عن بقيّة الأفكار في مسألة أنّه ناشئ عن الوحي في إرشاده للنّاس ، بغضّ النظر عن الظروف الزمانيّة و المكانيّة و التاريخيّة .
و هنا ، لا بدَّ من الإطلالة على مسألة الاجتهاد هذه المسألة المهمة جدا ، لما لها من علاقة حيويّة و عضويّة مع فكرة تطوّر فهم الإسلام و تجديد و سائل فهمه ، أو فاعليّته في الكشف عن الخطوط العامة للإسلام في نطاق الحياة و مستجداتها و قضاياها ، و تحفيزه لنشاط الإنسان و ثقافته في ملاحقته لهذه الخطوط بشكل أصيل و علمي يستوحي منها إيحاءات النص بالشكل السليم و المتوازن الذي يفيد الواقع و يرفده بالإجابات الشافية لمشاكله و همومه .
ولا بدّ و الحال هذه ، من أن نعرف الاجتهاد و معناه و ما يتعلّق به :
▪️إنه لا يعني الرأي الّذي ينطلق من ثقافة الإنسان و مزاجه الخاصّ ، في ما يرتئيه من مصالح و مفاسد للحياة .
▪️ و لا يعني التّشريع المستقلّ الذي يتحرك من التجارب المحدودة الّتي تفرض لهذه المرحلة تشريعاً .
يمكن أن نتجاوزه إلى تشريع آخر في مرحلة أخرى ، تماماً ، كما يفعل المشرّعون الّذين يضعون القوانين في المجالس النيابيّة..
▪️بل إنَّه يعني الرأي المستمدّ من القواعد الشرعيَّة في فهم النصوص الدينيّة في الكتاب و في السنَّة ، في ما يفهمه المجتهد منها ، و في ما يستوحيه مما ينسجم مع أجواء النصّ و إيحاءاته...
▪️و يبقى الاجتهاد متحركاً في نطاق حدود علميّة معيّنة تحفظه من الانحراف ، و تصونه عن الزّلل ، و تحركه في اتجاه الاكتشاف الأمين للحكم الشّرعي الذي أنزله الله في كتابه ، أو أوحى به إلى نبيّه ، فلا مجال لتطوير الإسلام من خلال الاجتهاد ، بل كلّ ما هناك ،
▪️أن نجتهد في دراسة مدى انسجام خطوات التطوّر مع خطّ الإسلام في التشريع ، أو ابتعادها عنه ، لنحدّد موقفنا من ذلك ، لأنّ [ حكم الله هو القاعدة للحياة ] ، و ليست القضيّة بالعكس .
▪️ان للاجتهاد خطوط في ملاحقته لكلّ ما يعتري مسيرته في دائرة التشريع الإسلاميّ من زلل و ضعف ، و محاولته سدّ الثغرات ، و إفادة العمليّة الاجتهاديّة الهادفة إلى فتح أبواب الإسلام و روح نصوصه على الحياة و مفرداتها و مستجداتها ، بما يغنيها ، و يحقّق للإنسان ممارسة فعله الإبداعيّ في دائرة سلوك طريق السّلامة و الابتعاد عن الانحراف ، و هذه مهمّة حسّاسة و دقيقة ، و تتطلّب وعياً و مسؤوليّة و مؤهّلات ترتفع إلى مستوى هذه الوظيفة ، بالنظر إلى الارتباط الوثيق بين الدعوة إلى تطوير فهم الإسلام و الاجتهاد ، و انعكاس كلّ ذلك على تفاصيل الحياة و الواقع .
اللهم احفظ الاسلام و اهله
اللهم احفظ العراق و شعبه