منهل عبد الأمير المرشدي ||
Manhalalmurdshi@gmail.com
*اصبع على الجرح .
بعيدا عن المزايدات والمبالغات والمهاترات فأن الأحزاب السياسية والمنظمات الإجتماعية هي روح العملية الديمقراطية وركنها الأساس فلا ديمقراطية من دون احزاب ترشح ممثليها وحركات تقدم النخبة فيها ليكون ليتبوأوا مواقعهم في السلطات التشريعية او التنفيذية .
من هنا يكون الشارع المحلي من أهم مصاديق تلك الأحزاب او الحركات او المنظمات وبما ان الديمقراطية العراقية بمفرداتها الأمريكية شاءت تفتيت المجتمع العراقي على اساس طائفي وعرقي حتى صرنا لا نخجل ولا نستحي ولا نتردد حين نعرف انفسنا على اننا اطار تنسيقي شيعي وعزم وسيادة سنّي وتحالف كردي بين البره زاني والطالباني . حتى المناصب والمواقع تم تقسيمها خارج السياق دستوري وفق المزاج السياسي والتوافق والتحاصص بين سنة وشيعة واكراد .
للأسف الشديد لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تعدى ذلك الى مفاصل خطيرة تتعلق بالقناعات والثوابت الجامعة والحقائق الدامغة فأنقسم الشارع العراقي في المواقف والآراء الى مستوى التقاطع على في الشأن الإقليمي والدولي بين مؤيد للسعودية وقطر والإمارات وتركيا رغم انه يعلم الجرائم التي ارتكبتها هذه الدول في العراق بالاف المفخخات التي تفجرت ودعم الدواعش وغيرها لا لشيء الا لأنهم ينتمون لأهل السنة ويؤيدون بشكل اعمى الكتل السياسية السنيّة . فيما نجد الجماهير التي تؤيد الكتل السياسية الشيعية يؤيدون إيران وحزب الله في لبنان وانصار الله في اليمن وشعب البحرين حتى من دون الخوض في الأسباب والمسببات ودور ايران في التصدي لداعش وغيرها انما فقط لأنهم شيعة .
نعود الى الشارع العراقي وهنا اخص في الذكر ما يمكن تسميته بالشارع الشيعي الممثل للكتل السايسية الشيعية والبيئة التي انجبت من ارحامها ابطال الحشد الشعبي واتسائل عن اسباب غيابهم وتلاشي حضورهم الفاعل في الأحداث التي تعصف في البلاد او الموقف من الأحداث ذات الصلة في مواجهة الظلم والعدوان في المنطقة . أين هو الشارع الشيعي من تمجيد الشهداء قادة النصر في بغداد والمحافظات بالشكل الذي يستحقوه .
اين هو الشارع الشيعي وموقفه مما يتعرض اليه الشعب اليماني المظلوم من عدوان سعودي اماراتي صهيو امريكي وهل تعذر عليهم تنظيم التظاهرات واقامة المؤتمرات على الأقل ان لم يكن بالأمكان الزام الحكومة (الشيعية) على الوقوف معهم في الجامعة العربية والمؤتمرات الدولية ضد العدوان السعودي .
اين هو الشارع الشيعي من تأييد ثورة شعب البحريني ضد الطاغية حمد واستننكار حملة مشايخ الخليج على حزب الله في لبنان من اجل خدمة كيان دولة اسرائيل .
اين هو الشارع الشيعي من نصرة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لطغيان صهيوني دائم وخيانة عربية معلنة ؟ اين هو الشارع الشيعي من كل هذا وهذا بعض من الكل .
بقي ان نقول انه وكما قلنا ابتداء فكل شارع يتبع لمن يمثله فأين هو دور الكتل الساسية الشيعية في توجيه وتحريك وتفعيل الشارع الشيعي من كل القضايا التي ذكرناها وغيرها ؟؟؟
اخيرا وليس آخرا نقول لا يمثل المقال قناعتي في التقسيم الطائفي للعراق فأنا ضد الطائفية اسما ومعنى ودلالة انما هو تساؤل عن ماهية الواقع المرفوض والمفروض الذي نعيشه وتسمية للأشياء بأسمائها ناهيك عن بعض الشيعة الذي أمسوا خارج المعادلة او بعض السنة الذي استثمروا افرازات المعادلة .