الشيخ محمد الربيعي ||
يُشير لفظ الحروب إلى تلك الصراعات الناشئة بين جماعات سياسية مختلفة ، و التي يُمارس خلالها أعمال عدائية غير مشروعة ينتج عنها أضرار كبيرة ، وتُعرّف الحرب وفقاً لعلماء الاجتماع بأنها صراعات تقوم بين كيانات مختلفة مستقلة ، و معترف بها دولياً ، فليست كل النزاعات تُسمى حروباً .
إذ إنّ الاختلاف في طبيعة الأطراف المتنزاعة ينتج عنه اختلاف في مسميات هذه النزاعات ، فيُطلق على النزاعات المُسلحة التي تنشأ بين الدول القوية و الشعوب الضعيفة غير القادرة على الدفاع عن نفسها مثلاً اسم الحملات العسكرية أو الاحتلال ، فيما يُطلق على نفس النوع من النزاع اسم (حرب) إذا استمرت المقاومة خلالها لفترة طويلة من الزمن .
أثارت الصراعات المتعددة على مر العصور اهتمام الخبراء و صنّاع القرار في العالم ، مما دفعهم لسنِّ البرامج و القوانين و التشريعات التي تحفظ حقوق الإنسان أثناء نشوبها ، وبطبيعة الحال قد سبقت تلك القوانين و التشريعات ، شريعة الاسلام التي كانت دقيقة بكل شاردة وواردة بهذا الصدد .
محل الشاهد :
فوضعوا العديد من القوانين التي تحفظ هذه الحقوق ، فكان منها قانون حقوق الإنسان ، و قانون اللاجئين ، و القانون الأساسي ، و هي القوانين التي تحظر أعمال العنف و التمييز و التعذيب ، و توضح طريقة سير النزاعات ، و كيفية التعامل مع الأسرى ، و حماية شعارات الصليب الأحمر ، و غيرها من الأمور التي تتعلق بسير الحروب ، إلّا أنّ ذلك لم يمنع انتهاك الحروب لحقوق الإنسان ، وتسببها بالعديد من الآثار السلبية قريبة و بعيدة الأمد.
محل الشاهد :
للحرب آثار عديدة تظهر على المدى القريب ، إلا أنّ تأثيرها على المدى البعيد كارثي أيضاً ، فالحرب لها تأثير كبير على صحة الأفراد في المجتمعات و رفاهيتهم ، حيثُ أظهرت العديد من الدراسات أن الحروب تسببت في وقوع عدد من الوفيات و الإعاقات يفوق أي عدد قد سببه أي مرض خطير آخر ، و تكمن خطورة الحروب بأنها تدمّر الأسر التي تعد أساس المجتمعات ، و هو الأمر الذي ينتج عنه خلل في النسيج الاجتماعي للدولة ، بالإضافة إلى ما سلف ذكره من آثار مادية ونفسية تخلّفها على الأفراد ، ينتج عن الحروب انخفاض كبير في رأس المال المادي والبشري ، فبالإضافة إلى ما تتسبب به هذه الحروب من إزهاق مباشر لأرواح الأفراد هُناك دراسات -وإن كانت غير قاطعة- تشير إلى ارتباط الحروب بظواهر خطيرة أخرى مثل انتشار الفقر ، و سوء التغذية ، و الإعاقات المختلفة ، و الأمراض النفسية و الاجتماعية ، و عدد كبير من المشكلات التي لا حصر لها.
اللهم احفظ الاسلام و اهله
اللهم احفظ العراق و اهله
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha