محمود الهاشمي
اكتفت الولايات المتحدة واوربا بحزمة العقوبات الاقتصادية و بالادانة وارسال اعداد من الجيش الى اوربا الشرقية ،فيما مازالت قوات روسيا الاتحادية تتقدم باتجاه عاصمة اوكرانيا "كيبف"!
الرئيس الاوكراني اكد انه يواجه الجيش الروسي وحيدا ،رغم تحريضه وانتخائه للاصدقاء من الاميركان او الاوربيين ،واضطره ذلك الى اعلان (الحياد )،واخر ماصرح به (ليس هنالك من هو مستعد للقتال معنا من الناتو ..) وقال ايضا
نقلا عن موقع أكسيوس الامريكي: الرئيس الأوكراني زيلنسكي قال لقادة الاتحاد الأوروبي في اتصال أمس "قد تكون هذه آخر مرة ترونني فيها على قيد الحياة"))
في ذات الوقت علينا ان نذكر ان الولايات المتحدة ،قد خططت ان تدخل روسيا في معارك شعبية مع الشعب الاوكراني واستنزافها ماليا وحتما انها اكملت هذا المخطط سواء مع الداخل الاوكراني او مع اصدقائها من دول جوار اوكرانيا في اوربا الشرقية ،خاصة وان الرئيس الاوكراني قد اعلن عن توزيع الالاف من البنادق على الشعب الاوكراني .
الحرب الشعبية (العصابات )ضد القوات الغازية يحتاج الى قيادات لديها حضور شعبي في نفوس الناس وليس شخصية مثل الرئيس الاوكراني (زيلنسكي) الذي ليس باكثر من ممثل كوميدي جاءت به الولايات المتحدة ليكون عميلا لها ،لكن في كل الاحوال الامر ليس سهلا بالنسبة لروسيا التي وجدت نفسها
مضطرة لغزو جارتها التي كانت جزء من اراضيها في ظل امبراطورية الاتحاد السوفيتي
السابق بعد سعي حلف الناتو لانضمام اوكرانيا
للحلف مثلما انضمت اغلب دول اوربا الشرقية
قبلها ،فاصبحت خارطة روسيا الاتحادية محاصرة بقواعد الحلف في اغلب حدودها .
ربما تكون هذه هي الهجرة الاولى لشعوب اوربا الغربية منذ الحرب العالمية الثانية ،حيث تدفق الالاف من الاوكرانيين باتجاه الاراضي البولندية ،فيما يرشح المراقبون الغربيون ان يصل عدد المهجرين الى خمسة ملايين مواطن
اذا ما استمرت المعارك لمدة اطول .
لا احد يعرف كيف يخطط (بوتين ) سواء بالنسبة لاوكرانيا او لدول اخرى كانت جزء من بلاده يوما ،وهو المعروف (بالحكمة) والشخصية الغامضة لدى العالم .
ماهو لصالح (بوتين )ان خصمه الولايات المتحدة التي ينتظر العالم يوما ان تنكسر شوكتها ،ويعيش العالم بامن وسلام بعيدا عن حروبها وازماتها وتآمرها على البشرية جمعاء ،بعد ان كانت وماتزال عنوانا لقهر ارادة الشعوب ونهب ثرواتها وقتلهم وتسليط حكام دكتاتوريين على رؤوسهم ،وعملاء لاميركا ودول الغرب .وماهو لصالح بوتين ان (اليسار ) بالعالم يتصاعد في دولة مجاورة لاميركا (المكسيك) وفي جميع دول اميركا اللاتينية والوسطى ،وهذا (اليسار )يرى ان عدوه الاول هو الولايات المتحدة التي طالما تآمرت على دولها وقتلت قادة التحرر مثل جيفارا وغيره .
وهذه الدول تنتظر الساعة التي ترى فيها اميركا مهزومة باي ميدان كان .
وماهو لصالح بوتين ان شعوب افريقيا ترى في الولايات المتحدة السارقة لثرواتها والقاتلة لقوى التحرر فيها.
وماهو لصالح بوتين ان شعوب دول الاتحاد السوفيتي المنحلة مازالت فيها جذور الشيوعية
وان الاحزاب الشيوعية منافس قوي للاحزاب الحاكمة ،وترى في (بوتين)جزء من تاريخ وهيبة الاتحاد السوفيتي ،وهذا الامر يتمدد على جميع دول العالم ايضا ،بما في ذلك في اوربا والولايات المتحدة نفسها .
ماهو لصالح بوتين ان الصين داعمة لموقف روسيا سواء في مجلس الامن او على المستوى الاقتصادي والشعبي .
ماهو لصالح بوتين الجمهورية الاسلامية الايرانية التي كانت سببا في اشغال الولايات المتحدة حتى استقامت روسيا بعد تداعيات انهيار الاتحاد السوفيتي وتشظي دوله ،ومازالت داعمة لاي تحرك بالضد من المخططات الاميركية خاصة وان دنو حلف الناتو شيأ يشكل قلقا لها ايضا ،مثلما علمت ايران روسيا ان العقوبات لاتعني شيأ امام ارادة الشعوب وصمودها ،ناهيك ان هزيمة اميركا في افغانستان لها مدلولات كثيرة لدى كل خصوم اميركا واصدقائها .
وماهو لصالح بوتين ان حلف الناتو يمر بازمة مالية كبيرة حتى قال عنه الرئيس الاميركي السابق ترامب (اصبح هذا الحلف قديما )لكن بايدن حاول ان يعيد له الروح .
اوربا الان اصبحت في حال اقتصادي لايسمح لها بان تزج نفسها في حرب لاطائل منها ،ولها مصالح مشتركة مع روسيا وتستورد (40%) من الطاقة منها .
الداخل الاميركي صعب حيث الانقسام (الاجتماعي) بين اهل الشمال والجنوب حيث الاغلب من (الملونيبن)في الجنوب وحيث (الجنس الابيض) في الشمال ،وهذا الامر انعكس على الحزبين الديمقراطي والجمهوري .
ناهيك عن الوضع الاقتصادي وارتفاع منسوب التضخم وارتفاع الاسعار في السلع والوقود وغيرها ،ناهيك ان الولايات المتحدة ترغب بالتقليل من عدد قواعدها بالعالم بسبب انها اثقلت البلد ماليا .
وماهو لصالح روسيا انها بلد منتج لاخر التقنية العسكرية ولديه خزين كبير ورثته من الاتحاد السوفيتي المنحل ،ولديها توازن (نووي) مع الولايات المتحدة .
وماهو لصالح بوتين ان روسيا استطاعت ان تصنع دبلوماسية وعلاقات جيدة ومتنوعة مع دول العالم .
في جميع الاحوال فان بوتين امام امتحان صعب في كيفية التعامل مع ملف الحرب على اوكرانيا ان لايكون له "فخ " فيخسر محاولة تنعكس تداعياتها على جميع دول العالم ،خاصة وان ادوات ومصادر القوة التي اسلفنا الحديث فيها فيها فرصة كبيرة لاعادة التوازن العالمي وكافية لتحقيق النصر ،كما انها ستخلق صدمة لانصار اميركا على مستوى العالم ،في انها
لاتنتصر لاصدقائها وتتركهم لمصير مجهول .
https://telegram.me/buratha