د.مسعود ناجي إدريس ||
الدعاء من أهم التعاليم الإسلامية واهم الوصايا في حياة العلمية والعملية للمعصومين (عليهم السلام). الدعاء هو الحاجة الداخلية التي تطلبها اللسان ، وفي القرآن الكريم وتعاليم المعصومين ، تم التأكيد بشدة على الدعاء. كما يقول الله تعالى: <ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ >
للدعاء تأثيرات نفسية كثيرة على النفس والنفسية البشرية. يقوي الدعاء مشاعر الناس الدينية ويقوي علاقتهم بإلههم. إنه يلغي الشعور بالوحدة ويلبي حاجة الإنسان عندما يطلب الشخص شيئًا من كائن غني بالجوهر ويمتلك كل الكماليات ، ويتواصل معه يشعر بالمتعة والسعادة ، والعكس صحيح ، عندما يريد من غير الله شيئًا يشعر بالذل. الدعاء يجلب السلام للإنسان لأن الإنسان يشعر بالسلام في حضرة الله بفصح الأسرار في داخله وكشف احتياجاته. لأن إحدى طرق السلام الداخلي هي سرد المشاكل والرغبات لمستمع قادر وكريم .
• الصيام والصحة النفسية
من التعاليم الدينية التي تلعب دورًا فعالاً في صحة جسم الإنسان وعقله الصوم. إلى جانب النواحي الدينية والأخلاقية والتعليمية والاجتماعية، يوفر الصيام أسس الصحة البدنية والعقلية والوقاية من العديد من الأمراض. كما جاء في الروايات: 《صوموا تصحوا》(بحار الانوار ، علامة مجلسي ، مكتبة الاسلامیة ، ج ٧٦ ، ص ٢٥٥)
تظهر الأبحاث أن بعض الأمراض الجسدية والعقلية، وكذلك الانحرافات والاضطرابات السلوكية والاجتماعية، سببها انتفاخ البطن والإفراط في تناول الطعام. كما ورد في الروايات أن: 《واعلم أن المعدة بيت كل داء والحمية هي الدواء وأعود البدن ما اعتاد》 (همان ، ج ۱۰ ، باب ۱۳ ، ص ٢٠٥ ، ح ٩)
إن الإفراط في الأكل، بالإضافة إلى كونه ضَارًّا بالجسد، ويعتبر سببًا للعديد من الأمراض الجسدية، كما أنه يسبب الضيق للنفس البشرية. بالإضافة إلى تطهير الجسد، فإن الصوم ينقي الروح أيضًا. لذلك قالوا: «صحة الجسم في عدم الإفراط في تناول الطعام مما يسبب نقاء وإشراق قلب وعقل الإنسان.» (مكارم الأخلاق ، رضی الدین طبرسی ، بیروت ، ۱۳۹۳ ق ، ص ١٥٠)
كما أن الامتناع عن الأكل والشرب نوع من التمرين لمقاومة الشهوات والسيطرة عليها. الصوم يقوى الإنسان، يقول الله تعالى: <يَا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ اَلصِّيَام كَمَا كُتِبَ عَلَى اَلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ> (البقرة / ۱۸۳ )..