▪️[ وَ إِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ] ▪️التجارة بالدين موجودة فى كل زمان و مكان منذ بدأت الخليقة ، و أغلب الظن أنها ستستمر حتى تقوم الساعة ، الفارق فقط فى وجود بيئة عامة تساعد على رواج هذه التجارة أو تقاومها . ▪️هذه التجارة لا تقتصر على دين من الأديان السماوية أو حتى الوضعية ، الفارق فقط ، أنه كلما شاع الجهل و التخلف و المرض زاد استخدام هذه التجارة لأن مكاسبها أكثر من مضمونة للمتاجرين بها من المستبدين و النصابين . و للأسف فإن وقود هذه التجارة الرئيسى هو البسطاء و الجهلاء و المغرر بهم و الذين يعتقدون أنهم يخدمون الدين . ▪️قد تعرضت الأديان كلها و على مدى تاريخها للاستغلال ، و التوظيف المصلحي الذي يستغل حاجات الناس الروحية ، و يوجه ضمائرهم الدينية و يستثمر قيمهم المقدسة لمصالح ذاتية و مآرب دنيوية خالصة . و تخضع هذه التجارة في كثير من الأحيان لما تخضع له الظواهر الاقتصادية من قوانين و نواميس ، كقوانين العرض و الطلب و الاحتكار و المنافسة و غيرها ، و هي لا تتورع أبداً عن تزييف الدِّين و افتعال القصص و بث الخرافات و نشر الأساطير التي تضاعف مكاسبها و تعظم عوائدها . ▪️و قد عرض الدستور الإلهي القران الكريم نماذج لهذه التجارة القذرة عند الأمم السابقة ، و بين هناك فئة أخرى تأبى المتاجرة بالدِّين و تمتنع عن بيع قيمها و استغلال مبادئها لمصالح ذاتية دنيوية ضيقة . ▪️و كما حذر الدستور الإلهي القران الكريم اهل الاسلام من أن يكونوا ضمن صنف الذي يتاجر بالدين [ إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ أَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلا أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَ لا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ لا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ] . ايها الاحبة : إن أسوأ ما في هذه التجارة : ▪️اولا : أنها تفقد الناس ثقتهم بدينهم و تزعزع إيمانهم به . ▪️ثانيا : تحطم المقدسات في نفوسهم و ضمائرهم . ▪️ثالثا : تخرج الدِّين عن وظائفه الحقيقية . ▪️رابعا : تعمل على إشغال الناس بتفاهات الأمور و سفاسفها . ▪️ان التجارة بالدين تجارة رائجة مربحة فهي قليلة التكاليف مضمونة الأرباح سهلة الرواج عديمة المنافسة ، تنمو و تزدهر بزيادة الجهل . ▪️أربابها أشخاص متواضعوا القدرات محدودوا الإمكانيات و المواهب ، يتملكون مخزونا لغويا جيدا و أسلوباً قادرا على دغدغة عواطف الناس و تحريكها . ▪️و قد استطاع البعض بتدينه الزائف و مظاهره الدينية الخداعة ، من أن يحقق من المكاسب الدنيوية و المكانة الاجتماعية ما عجزت عنه همم المبدعين ، و مواهب الموهوبين و إنجازات العلماء المتميزين . ▪️لا سبيل للقضاء على هذه التجارة التي لا تقل ضرراً و خطراً عن تجارة المخدرات ، إلا بالوعي السليم و السلوك الرشيد للمتدينين . ▪️سؤال الختام الى الذين تاجروا بالدين أو شجعوا على هذه التجارة فى العالمين العربي و الإسلامي طوال السنوات الماضية ، عليهم أن يسألوا أنفسهم سؤالا بسيطا و هو ما هى حصيلة هذه التجارة ، و هل كانت تجارة حلالا أم حراما ، و هل كسب الاسلام و المسلمون منها أو خسروا؟. و انا لله و انا اليه لراجعون اللهم احفظ الاسلام و اهله اللهم احفظ العراق و شعبه
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha