المقالات

روادع بناء المجتمع

1376 2022-03-06

  قاسم الغراوي ||   كاتب /محلل سياسي بنيت الدول واتسمت بأنها دولة مؤسسات من خلال الوعي والالتزام التام بالدستور والقيم والقوانين والتعليمات التي تحكم المجتمع ومدى استعداده للقبول والألتزام بجميع الروادع التي تتحكم في بوصلة اتجاه وسلوك الافراد في مجتمعاتهم وتفاعلهم سلباً ام إيجابياً. ان اهم الروادع التي تحكم الشعوب وتنظم حياتها وترسم الخطوط العامة في سلوكها وثقافتها في مجتمعاتنا العربية عموماً والعراقي خاصة هي : _الرادع القانوني. _الرادع الديني.  _الرادع الاجتماعي والعرفي .  حينما يكون القانون سائداً في المجتمع من ألمؤكد  سيسود معه النظام في المؤسسات والمرافق عامة وتنضبط اتجاهات الافراد نحو احترام الحياة والمؤسسات القائمة عليها الدولة بعيدا عن الفوضى وهو الاقوى في النظم المدنية والديمقراطية.  في مجتمعاتنا العربية يوجد ايضا الواعز الديني  وهو رادع اخر يصون الإنسان من الانزلاق في المهالك من جهه ، ومن جهة اخرى يساهم في إسناد الرادع القانوني للدولة طبعا اذا تم الفهم الصحيح للدين وبدون اجتهاد مشوه للقيم التي تصب في خدمة الإنسان وهو أقوى بالنسبة للنظم الإسلامية بالرغم ان القوانين الوضعية التي تنظم شؤون البلاد لايعارضها الدين بل ويحث عليها ويؤكد على احترام القيم الإنسانية والقوانين ومؤسسات الدولة كونها جزء من حياة المجتمع التي يجب أن تحترم . ويبرز الرادع الاجتماعي والعرفي ايضا ورغم تمتعه بالاصالة والقيم والروابط الإنسانية الا انه يمر بالمد والجزر تبعا لسياسات الحكومة والظروف التي تمر بها الدولة ، ففي الوقت التي تضعف فيها الدولة ولايحترم القانون مع غياب الواعز الديني سيكون للعرف والتقاليد التي تتبناها العشائر والاشخاص سطوة وتأثير في الشارع بخرق القوانين والتهديد والقصاص وفرض قوانينهم الخاصة.  ومع تنامي قوة السلطة وفرض القانون يتراجع تأثير سطوة العرف والتقاليد.  ان الدول التي تحكمها القوانين والشعب الواعي لمؤسساتها هي أكثر استقراراً وتأثيراً وفاعلية في ضبط اتجاهات الافراد من بقية الروادع التي تحيا تحت ظل القوانين والدستور الذي يحكم البلاد.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك