ا.د. جهاد كاظم العكيلي ||
من الأشياء التي تجعل الناس رافضين للمشاهد التي تحيط بهم، هي حكايات فرضت نفسها على واقع الحياة، وأخذت ترسم أو تتلاعب بأقدار المجتمع ومصيره، وما أبطال هذه الحكايات وهم كثيرون، قد إنتشروا علي مسرح الحياة اليومية، وفي مواقع عمل مؤسسات الدولة أو في واجهات المجتمع ..
أبطال هذه الحكايات الغريبة ــ العجيبة، تمكنوا من أن تطال أيديهم زمام الريادة لصنع القرار في معظم مفاصل عمل الحكومة والمجتمع المدني، وذلك من خلال التدخل بتقرير حاجات الناس الإقتصادية والإجتماعية والصحية وما سوى ذلك من حاجات أخرى، بل وصار أبطال الحكايات يتحكمون بمصائر الناس، وتمادوا كثيرا في التأثير سلبا على تسيير الشؤون العامة وبشكل ممنهج لم يكن ليشهدها العراق من قبل على هذا النحو ..
ولعل من أبرز حكايات هؤلاء الأبطال المثيرة للجدل تلك التي تنحصر بأصحاب الشأن والقرار السياسي، والأمثلة على ذلك كثيرة لا تعد ولا تحصى، لكنها تنحصر بين الذين أصبحوا بغفلة من الزمن بيدهم كل شيء وهو لا شيئ، فتجدهم يحتلون مرتبة عليا ومتقدمة جدا في مواقع الدولة ومن بيده إتخاذ قرار، وهم يعرفون جيدا أن تلك المنزلة أو المسؤولية ليست لهم ..
ولطالما نجد أن هناك من يحمل شهادة علمية مزورة وهو يحتل عنوة واجهة من واجهة العِلم والمعرفة، بينما نجد آخرون يحتلون بذات العنوة موقعا إداريا متقدما إشتروه بمال السحت الحرام المسروق من أموال الشعب أصلا، وقد نجد البعض الآخر يترأسون مجموعات مغفلة من الناس، وهم يتلقون الدعم من خارج البلاد مقابل تدمير بلدهم بطرق وأساليب شتى، ومهمتهم عرقلة إستصدار قرارات مهمة تخدم البلد وتُسهل له حركة النهوض في الميادين كافة لا سيما المهمة منها ..
والطامة الكبرى صِرنا نجد الكثير من بسطاء الناس يسيرون على منهج هؤلاء الأبطال وحكاياتهم الغريبة ــ العجيبة حتى أصيبوا بهوس المال الحرام والمناصب، وإنسحب هذا الأمر حتى على معظم باعة المواد فصار الكثير يغش في بضاعته، وعلى معظم الكُتاب فصار الكثير يُزيف الحقائق، وعلى معظم المُعلمين فصار الكثير يُسخف مهنته، والجاهل صار هو من يُقيم صاحب العِلم والمعرفة، وعلى وفق هذا السياق صار يتم تسيير شؤون البلاد والعباد، ولتميل بذلك أشرعة البلاد تحت قيادة أبطال الحكايات الغريبة ــ العجيبة وهم الذين لا يفقهون ولا يعون أهمية الحياة ..
وتلك هي المصيبة التي حلَّت بعباد أهل البلاد ..
https://telegram.me/buratha