الشيخ محمد الربيعي ||
نبارك للامام الاسلامية ولادة العباس بن علي بن ابي طالب (عليه السلام)
كان العبّاس ( ع ) خلاصة عليّ و الحسن و الحسين ( ع )، في معنى الوعي و الروحانيّة ، و في حركة العلم و ثبات الموقف و صلابة الإيمان و نفاذ البصيرة ، كان ذلك كلّه ، و لم يكن مجرّد مجاهد نذكره في جهاده ، ولا مجرَّد بطلٍ نعتزّ ببطولته ، و لكنّ بطولته الإراديّة أعظم من بطولته الجسديَّة ، لأنَّ قضيَّة أن يعيش الإنسان بطولة الإرادة و الموقف و التّضحية في سبيل مبدئه ، هي البطولة كلّ البطولة ، و إنَّ قيمة البطولة الجسديّة إنما هي في أن تتحرَّك في خطّ البطولة الروحيَّة ، لأنّ الإنسان بعقيدته و مبدئه و موقفه ، و قد قال الإمام الصّادق ( ع ) و هو يتحدَّث عن العباس في وعيه و صلابة إيمانه : ( إنَّ عمَّنا العبَّاس نافذ البصيرة ، صلب الإيمان ، جاهد مع أبي عبد الله الحسين ( ع ) و أبلى بلاءً حسناً و مضى شهيداً .
كان سيدنا أبا الفضل العباس فقيهاً ، و قائداً شجاعاً ، و كريماً مضيافاً ، و عابداً متهجداً ، و شخصية متكاملة من مدرسة أمير المؤمنين ، بيد أنه في نفس الوقت كان منصهراً في شخصية أخيه الامام الحسين ، و مبالغاً في طاعته و التضحية في سبيله ، و هذه التضحية تعلمها في هذه المدرسة .
هذه البصيرة و النظرة الثاقبة أكسبته ، شهادات التكريم العظيمة من الإمام السجاد ، و الامام الصادق ، ( عليهما السلام ) ، فنحن نقرأ في زيارته على لسان الامام الصادق: (أشهد لك بالتسليم و التصديق و الوفاء و النصيحة لخلف النبي المرسل و السبط المنتجب والدليل العالم ) ، إنها المواصفات الدقيقة للرجل و الطامح لأن يكون قائداً ناجحاً ، تكون قيادته مبنية على الايمان و الأخلاق، و هو درسٌ بليغ لنا بأن لا أن نحدّق دائماً صوب القمة لنكون الأعلى على الآخرين ، اشباعاً لنشوة الهيمنة ، إنما المهم النظر الى القدرات و الطاقات ، ثم الاستحقاقات الموجودة ، فليس كل الناس يتمكنون من أداء دور القائد ، و لكن الجميع يتعاملون بالضرورة مع القائد .
اللهم اخفظ الاسلام و اهله
اللهم احفظ العراق و شعبه