المقالات

حين عمَّ القحط!..مشهدٌ من حياة الإمام الصادق"‘ع"

1528 2022-03-09

  د.أمل الأسدي ||   يبدو أن الخير قد زمّ شفتيه،وفتّح القحطُ أبوابه؛لتبتلع سكينة الفقراء وتغيِّب استقرارهم،ما أشد قسوة الجوع والحرمان!!  وما أطول الليل علی المحتاج!! قصور الخلافة منعّمة،وكبار القوم ورجال السلطة مترفون،أما الناس في مدينة المحبة فيسحقها الجوع،يشكون حالهم إلی  رب السماء،ويزرعون نظراتهم فيها،ومازالوا ينتظرون صاحب القلب الرؤوف، القلب الذي يشعر بأمته ويتفقدهم،ويعرف شيعته فردا فردا!! إنه الإمام الصادق(عليه السلام) الذي حدد ثلاثة أشياء يحتاج  الناس طرا إليها : "العدل،الأمن، الخصب" فلا يمكن أن تكون الحياة كريمة من دونها!! واليوم غاب الأمن،واختفی العدل، وغادر الخصب، وعمّ القحط المخيف،وأمسی يلاحق البسمات ويخمدها في مهدها!! موحش هو الفقر،يغيّر طبائع الناس،يطرق أبواب الغرائز النائمة،فيوقظها ويحثها علی تجاوز الأزمة بأية وسيلة!! هنا كان الإمام يفكر في بيوت شيعته،البيوت الفقيرة، يفكر في الأطفال الجائعين،الشباب الذين يقفون علی حافة الاشتعال،الكبار الذين نخر الجوع والزمن آمالهم فأصبحت أيامهم بلا رصيد إضافي!! نادی الإمام علی غلامه(معتب): - هل لدينا قمح؟ ـ نعم ياسيدي،لدينا الكثير والحمد لله،لدينا ما يكفينا لشهور عديدة صمت الإمام وعصر قلبه الألم،هل لديه قمح مكدس والناس يطحنها الجوع؟! ثم التفت الی معتب وقال: - اعرضه في السوق كي يشتريه الناس،واشتر لنا شعيرا،فإني أكره أن نأكل الجيد من الطعام،ويأكل غيرنا الرديء!!  وحين أسدل الظلام ستاره،حمل الإمام الصادق كيسه المملوء  بالأرغفة،وجال بيوت الفقراء،يضع حصصهم  في الأبواب ويمضي ويبقی نوره مشعا بالمحبة، ولما تنفس الصبح وانتشرت الأفواه ساعية إلی رزق مقسوم،وجد المساكين أرغفة القمح الطيبة في أبوابهم،وشعاع المحبة يخترق ذواتهم،فعلموا أن الرجل السماوي قد زارهم،ذلك الرجل الذي يعرف شيعته ويشعر بهم،ويشاركهم  آلامهم!! رفع  الإمام عينيه علی غلامه (معتب) وهو يحمل أكياس القمح متجها بها إلی السوق فقال له: "الحكرة في الخصب أربعون يوما، وفي الشدة والبلاء ثلاثة أيام، فما زاد على الأربعين يوما في الخصب فصاحبه ملعون، وما زاد على ثلاثة أيام في العسرة فصاحبه ملعون" فانطلق(معتب) وهو يتقي اللعنات... انطلق وانطلق الزمن تاركا سيرة الإمام الصادق(عليه السلام) وهذه المشاهد التي تعكس تفاعل الإمام مع أمته وإحساسه بهم وبمعاناتهم وآلامهم!
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك