الشيخ محمد الربيعي ||
[ قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم ]
▪️▪️مقدمة لا بد منها :
الإلحاد : بمعناه الواسع هو عدم الاعتقاد أو الإيمان بوجود الآلهة .
و بالمعنى الضيق ، يعتبر الإلحاد على وجه التحديد موقف أنه لا توجد آلهة.
عمومًا يشير مصطلح الإلحاد إلى غياب الاعتقاد بأن الآلهة موجودة ، و يتناقض هذا الفكر مع فكرة الإيمان بالله أو الألوهية ، إذ أنّ مصطلح الألوهية يعني الاعتقاد بأنه يوجد على الأقل إله واحد .
ومن هنا ظهرت التفرقة بين مصطلح الإلحاد و بين الربوبي و اللاأدري .
و بناءً على تلك الفروق ظهرت العديد من المصطلحات -في الفكر الإلحادي- الكاشفة لعقيدة صاحبها بشكل أكثر دقة، مثل :
▪️الملحد: هو المنكر للدين و لوجود الإله .
▪️اللاديني: و هو الاسم الذي يفضله كثير من الملاحدة مع أن لفظ اللاديني يعني من لا يؤمن بدين و ليس بالضرورة أن يكون منكراً للإله .
▪️ضد الدين : هو الملحد الذي يتخذ موقفاً عدائياً من الإله و الدين و المتدينين .
▪️الربوبي : هو الذي يؤمن بأن الإله قد خلق الكون ، و لكنه ينكر أن يكون قد تواصل مع البشر عن طريق الديانات .
▪️اللاأدري : هو الذي يؤمن بأن قضايا الألوهية و الغيب لا يمكن إثباتها و إقامة الحجة عليها كما لا يمكن نفيها ، باعتبارها فوق قدرة العقل على الإدراك .
▪️المتشكك : هو الذي يرى أن براهين الألوهية لا تكفي لإقناعه ، و في نفس الوقت لا يمكن تجاهلها .
▪️العلماني : العلمانية هي دعوة إلى إقامة الحياة على العلم المادي و العقل و مراعاة المصلحة بعيداً عن الدين ، و هو اصطلاح سياسي لا علاقة له بعقيدة الفرد الدينية و لكن أن كثيراً من العلمانيين ملاحدة أو لا دينيين خصوصاً في بلاد الغرب .
▪️▪️ أشكال الإلحاد :
تختلف أشكال الإلحاد و ألوانه بحسب الدراسات و البحوث التي تناولته ، و اختصارا لا نسرد لكي لا يطول المقام
محل الشاهد :
▪️▪️ الفرق بين الإلحاد الغربي و الإلحاد العربي :
يفرّق بعض الباحثين بين الإلحاد في نمطه الغربي و بين نمطه العربي ، حيث أن الملاحدة في النمط الغربي هم من المنكرين لوجود الخالق سبحانه وتعالى.
بينما الملاحدة في السياق العربي و الإسلامي بشكل عام يسجل التاريخ أن كثيرا ممن أتهم بالإلحاد ليس منكراً لوجود الخالق سبحانه و تعالى، لكن أكثرهم لديه تخبطات عقدية كبرى، مثل إنكار النبوة أو القول بالاتحاد ، يقول عبد الرحمن بدوي:( إذا كان الإلحاد الغربي بنزعته الديناميكية هو ذلك الذي عبّر عنه نيتشه حين قال" لقد مات الله" و إذا كان الإلحاد اليوناني هو الذي يقول:" إن الآلهة المقيمين في المكان المقدس قد ماتت" فإن الإلحاد العربي هو الذي يقول: "لقد ماتت فكرة النبوة والأنبياء") .
و من هنا فإن فكرة إنكار وجود الخالق سبحانه وتعالى في نمط الإلحاد العربي المعاصر هي فكرة طارئة عليه و ليست قديمة كما هي في نمط الإلحاد الغربي .
و خلاصة ما يقدمه الملاحدة في جميع أنماطهم هو أن الإنسان لا يساوي شيئاً في هذا الوجود العبثي الذي جاء صدفة و سينتهي صدفة و لا قيمة تذكر له لا في لحظة ميلاده و لا بعد مماته، وإنما هو مجموعة من الذرات المادية التي اجتمعت بغير سبب والتي غداً ستفترق لا أدنى مغزى و لا معنى في الحياة!!
▪️▪️ بعد هذه المقدمة نقول لماذا المحتل ببث سموم الالحاد بأختيار فئة الشباب؟
مما لا شك فيه أن الشباب يتميز بخصائص لا توجد في غيره ، ومن أهمها :
1- أن فترة الشباب هي المرحلة التي يتمتع فيها الإنسان بكامل قواه الجسدية ، فهو قد تعدى مرحلة الصعود ( الطفولة ) ولم يبدأ مرحلة الانحدار (الشيخوخة) .
2- إن الشباب هم رجال الغد ، وآباء المستقبل ، وعليهم مهمة تربية الأجيال القادمة ، و إليهم تؤول قيادة الأمة في جميع مجالاتها .
3- في صلاح الشباب صلاح للأمة ، وفي فسادهم فساد لها ، لأنهم هو القوة المتحركة في المجتمع .
4- الشباب لم يكتمل نضجه بعد ، فهو قابل للتشكل والتغير ، فإن كان توجيهه إلى الخير قبله ونفع الله به ، وإن كانت الأخرى فالدمار مصيره ، وقد قيل :
وينشأ ناشئ الفتيان من على ما كان عوده أبوه
محل الشاهد :
من هنا اهتمت شريعة الاسلام كثيرا بالشباب سواء بدستورها القران الكريم ، وملحق ذلك الدستور السنة النبوية المطهرة المتمثلة بما جاء عن الخاتم محمد واله الأطهار ( ع ) ، وقد نالت هذه الفترة العناية الإلهية ، بشكل ملحوظ وملفت للنظر .
وبنفس الوقت نرى ان منظمة الشيطنة للمحتل قد اعطت العناية السلبية الكبيرة اتجاه للشباب ، فتارة تحاول بغزوها الثقافي دمار سلوكهم و عقيدتهم و مبادئهم وتارة اخرى تزجهم بأمور فوق تصورهم الفكري و العمري ، غاية كل ذلك قتل طاقات الشباب معنويا وقتلهم جسديا ، و في ضوء كل ذلك خسارة البلد و الامة طاقات شبابها الايجابية .
و من هنا نرى المحتل و اذنابة الخونه كل يوم يسرقوا حياة لشبابنا ، و الكل واقف مقيد دون وضع خطة محكمة لحماية الشباب فكريا و جسديا .
علينا التعاون و تماسك وضع اليد باليد من اجل حماية فكر وعقيدة شبابنا سواء على صعيدالمؤسسة الدينية و التربوية بل على الحكومة وضع الخطة المتكاملة في مواجهة هذه الافكار المدمرة للبلد و المجتمع .
بل من الواجب ان نتعاون من اجل كشف العدو الحقيقي الذي يريد قتل شبابنا ، واشعال نار الفتن بيننا ، و لا يكون ذلك الا بصفاء القلوب وبيان حسن السلوك و الخطوات العملية من الحكومة اتجاه ابناءها
نسأل الله حفظ الاسلام و اهله
نسال الله حفظ العراق و شعبة .