د.مسعود ناجي إدريس ||
الحديث عن المهارات الحياتية في آخر الزمان وطرق التعامل مع الفتن في هذه الفترة من المواضيع الضرورية في عصر الغيبة، لذلك سنتطرق لبعض النقاط المفيدة :
* ضرورة التعرف على فتن آخر الزمان
من أجل تحقيق حياة واعية وحكيمة ومزدهرة في الدنيا والآخرة ، من الضروري الانتباه إلى خمسة أنواع من التربية:
١- التربية البدنية
٢- التربية العاطفية
٣- التربية الفكرية
٤- التربية الدينية
٥- التربية الاجتماعية
تواجد الأنواع الخمسة للتربية ضرورية لتحقيق حياة كريمة للإنسان، لأن تحقيق السعادة الحقيقية في البعد الفردي والعائلي والاجتماعي مدين بتمكين هذه الأنواع من التربية ونجاحها.
نتائج هذه الأنواع الخمسة من التربية هي:
ارتقاء شخصية الاعتماد على الذات في الحياة، إقامة اتصال جماهيري ناجح إلى حد التأثير الإيجابي وفي النهاية الارتباط العميق بالله هو نتيجة الاهتمام بخمسة أنواع من التربية.
من أسباب وجوب التعرف على أساليب الفتن في آخر الزمان هي ثقل حجم الدعاية ضد المسلمين، السيطرة الإخبارية والإعلامية للأعداء، إثارة العديد من الشكوك والتساؤلات من قبل العدو، انهيار النظام الأسري وتحويل البيوت إلى مكان للاستراحة، وجود علاقات حرّة بين البنات والأولاد والنساء والرجال دون تقييد، هروب الشباب من تحمّل المسؤوليات الأسرية وتعدد المدارس الفردية والإلحادية ذات الطابع الديني مع الهتاف بشعارات شيطانية وضد الدين.
*أفضل طريقة لمحاربة انتشار المعاصي في آخر الزمان
١- «تعلم كيف تقول لا وتتجنب»: قول لا للناس والأفكار والتيارات والبيئات غير الملاءمة والملوثة يعزز بشكل كبير من النجاح الإيجابي للإنسان ، والذي له آثار مثل حذف زوائد الحياة وجعلها مفيدة، وصحة الروح من التلوث وصيانة النفس من المحرمات الدينية و الأخلاقية.
٢- «الصبر والاستقامة» :
من سمات آخر الزمان انتشار المعاصي والدمار والفساد والفوضى الثقافية والأخلاقية ، وهي فترة تتعرض فيها جميع القيم الإنسانية والإسلامية للخطر ، وقد تصبح القيم والأعراف مائلة للشذوذ ، هناك تكون مهارة الصبر والاستقامة في مواجهة المعصية أكثر فائدة في فترة آخر الزمان.
* آثار الصبر في الانتظار/ دور «المراقبة » في مواجهة الأفكار الخاطئة
قال النبي (صلی الله و علیه و آله) : «انتظار الفرج بالصبر عبادة »، الصبر هو نصف الإيمان ، يُسهل المصاعب ، أفضل دعم ، أجمل لباس أخلاقي ، سبب الكمال وفي النهاية سبب الانتصار.
ينقسم الصبر إلى ثلاثة أقسام، "الصبر في أوقات النكبات" ، و "الصبر على الطاعة ، والصبر على ترك المعصية".
٣- "طريقة المراقبة" تعني حماية النفس من الظروف السيئة والأشخاص السيئين والأفكار والسلوكيات الخاطئة ، لذلك اكتساب مهارات المراقبة ، خاصة في فترة آخر الزمان أمر ضروري للبقاء سالمين ، لأنه إذا لم يراقب المرء نفسه، سيذهب إلى وادي الهلاك.
* الطريقة التي تؤدي إلى اللقاح ضد مآسي فتن آخر الزمان
افضل طريقة لنحصن أنفسنا هي مراقبة النفس في تعاملها مع الله ، والحضور الدائم في حضرته ، والاهتمام بإمام العصر (عجل الله تعالى فرجه الشریف) ، ومراقبة الأعضاء و الجوارح من مخاطر الوقوع في المعاصي ، مراقبة النفس من عدم اكل الحرام ، كما أن مراقبة النفس ضد نار الغضب الإلهي وجهنم يمكن أن يحصننا من فتن آخر الزمان.
٤- "مهارات التعزيز الذاتي الأخلاقي" من الطرق الضرورية للعيش في فترة آخر الزمان .
"التعزيز الذاتي الأخلاقي" يعني دراسة الجمال الأخلاقي وتزين الروح بالمكارم الأخلاقية والارتقاء بالشخصية ، حيث بحسب الروايات الواردة عن المعصومين (عليهم السلام) يمكن الوصول إلى هذه المكانة من خلال الاستمتاع بالحياة ، وكسب ثواب الجهاد في سبيل الله ، وثقل ميزان الأعمال ، والانفتاح الاقتصادي ، وتوسعة الرزق وطول العمر ، ونعمة الحياة حيث كلها تحدث في ضوء التحلي بالمكارم الأخلاقية.
* انتشار اليأس والإحباط في عصر الغيبة
٥- "طرائق أخرى للمواجهة تسمى" طريقة الجهد والجدية "."
من أسباب الحالة الأخلاقية السلبية لدى الأفراد هي الهيمنة الظاهرة للعدو والثقافة الزائفة، وضعف جبهة الحق وطول عصر الغيبة، وقلة الجهد والجدية لدى المؤمنين في مقام العمل والعبادة والإصلاح الفردي والاجتماعي. لذلك فإن التوصيات المتكررة للقرآن وأهل البيت لأهل هذه الفترة الجدية والجهاد على جبهتين؛ داخلية- الجهاد بالروح- والجبهة الخارجية- الإصلاح الاجتماعي.
في الفترة الخطرة لآخر الزمان، من أجل تقوية الإيمان فينا، نحتاج إلى ملجأ علمي وروحي قوي وحصن لنتمكن من حماية أنفسنا من هذه الآفات.
٦- "التمسك بالقرآن": الاستراتيجية المتخذة لأهل البيت في هذه الفترة لنجاة المؤمنين منقسمة إلى قسمين الأولى «عامة» أي الالتجاء إلى القرآن والتمسك بآياته في كل الفترات و «خاصة» أي التمسك بالقرآن في المواقف الحرجة، لا سيما في فترة آخر الزمان.
* تأکید أهل البیت (علیهم السلام) على قراءة الكتب في آخر الزمان
٧- طريقة قراءة الكتب هي الطريقة السابعة. من الطرق الضرورية لحياة ناجحة ومتنامية هو العلم المستمر والقدرة على خلق جو علمي وعاطفي في الحياة وهي من أهم الطرق وأكثرها شمولاً لخلق هذه الأجواء. وعن أسباب التركيز على قراءة الكتب في آخر الزمان لأهل البيت عليهم السلام هو الحاجة إلى المعرفة الدينية في كل المجالات، وتعقيد العلاقات الاجتماعية واضطرابها، وعدم الوصول إلى الإمام المعصوم، وصعوبة الوصول إلى العلماء الموثوقين إما بسبب قلة عددهم أو لأنهم مشغولون، ومن أسباب التأكيد على القراءة في آخر الزمان وجود وجهات نظر خاطئة ومنحرفة عند بعض العلماء ووجود فتن اجتماعية مختلفة وصعوبة التمييز بين الحق والباطل.
*دور الأسرة في البقاء في مأمن من فتن آخر الزمان/ ما هو أهم رأس مال روحي للإنسان؟
هناك نهج آخر للمواجهة يسمى "النهج المتمحور حول الأسرة".
الزواج من منظور الإسلام أجمل وأروع مبنى تم تشكيله، هذه التركيبة البشرية تقوم على المحبة والعدل والخدمة المعنوية بسخاوة. من بين العوامل المهمة للنجاح في الحياة اكتساب مهارات التدبير المنزلي والأسرة للرجال والنساء في العلاقات الزوجية الثنائية فيما بينهما والمتعددة مع الأطفال والأقارب الآخرين.
أهم رأس مال معنوي للإنسان هو «الدين والأخلاق والأدب». من أجل الحفاظ على رأس مال الدين في الفترة الخطرة لآخر الزمان، تم ذكر استراتيجيات في الروايات مثل التواصل مع الله، وقراءة الدعاء لكسب العلم والمعرفة والثبات، ومحاولة دراسة العقل واليقين، واكتساب حب أهل البيت والعقلانية والتفقه في الدين.
*العامل النفسي الرئيسي للأمل في المستقبل
"منهج الأمل والانتظار" من العوامل النفسية الرئيسية للعيش في الحياة . إن مبدأ الانتظار ، الذي يقوم على الوعد والأمل بالمستقبل ، هو أحد المفاهيم الدينية التي توضع أمام كلمة "اليأس". ووفقًا لهذا المبدأ فإن المؤمن بأمل وثقة بمستقبل مشرق وناجح يزيل أي يأس وخوف وبحسن ظنه بالله يحقق الكمال الشخصي بجهوده.
*لماذا يعتبر الانتظار من أفضل العبادات؟
هناك العديد من العوامل التي تثير اليأس والتشاؤم من المستقبل في عصر الانتظار منها غيبة وخفاء الإمام المهدي (عليه السلام) وإطالة أمده ونشاط مختلف المكاتب في المجالات الانحرافات الأخلاقية مع انتشار الدعاية الغربية وإيجاد الحيرة بين الناس، وضعف الدعاية لأهل الحق وعجز المتدينين، كثرة الذنوب والمعاصي مثل الربا والفسق والرشوة والانحرافات الجنسية والقمار والخمر وجعلها من الأمور القانونية وإدخالها في الثقافة ووجود علماء الشر ومعاداة الدين وقلة عدد العلماء الصادقين والمتدينين من عوامل التشاؤم تجاه مبدأ الانتظار.
هناك دور بارز للانتظار في روايات آخر الزمان،
لذلك فالانتظار خير العبادات، وخير أعمال الأمة، وأفضل الأعمال عند الله، وفيه ثواب الصيام وقيام الليل ومجاورة أهل البيت (عليهم السلام)، ويعتبر أيضًا جهادًا على خطى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم....