المقالات

"دكمة" بوتين..!

1441 2022-03-14

  حمزة مصطفى ||   لم تعد التطورات السياسية الحالية خصوصا بعد إندلاع حرب أوكرانيا تنسجم مع تحليلات المحليين وتوقعات المفكرين الإستراتيجيين بل باتت أقرب الى تنبؤات المنجمين والفلكيين وقراء الحظ والبخت. فهذه الحرب حتى قبل ساعات من إندلاعها لم تكن متوقعة من غالبية المحليين وخبراء السياسة. لكنها من جانب آخر هي وسواها من الأحداث الكونية إن كانت على مستوى الأحداث أو  الكوارث البيئية أو الأمراض دائما على طاولة التوقعات والتنبؤات التي كنا كثيرا مانتسلى بها شأنها شأن الكلمات المتقاطعة أيام المجلات الأسبوعية الورقية. لكن تفاقم المشاكل والنزاعات وإنفجار الأمرض والكوارث وتداعي الدول والأمم المتحدة والمنظمات والمنتديات وكبار الأثرياء ممن دخلوا على خط مثل هذه الأزمات جعلت الجميع يراجعون حساباتهم التحليلية والتوقعية والتنبؤية.  فالحروب  يمكن أن تندلع برغم التوقعات والتحليلات والتنبؤات المعاكسة. والأمراض تفتك وبلاهوادة برغم أن حاملي جائزة نوبل بالطب في أنحاء  العالم بسبب إكتشافاتهم وإختراعاتهم وإنجازاتهم  الطبية المذهلة يكادون يفوقون عدد حاملي هذه الجائزة الأهم  عالميا في التخصصات الأخرى. البيئة والإحتباس الحراري بدأت تحاصر  الإنسان الى الحد الذي جعلت التطورات البيئية الخطيرة والمتفاقمة ليس مجرد بند دائم على أجندة القمم الإقليمية والدولية في العقود الماضية, بل أصبحت من الأهمية والخطورة بحيث باتت تعقد لها سنويا أكثر من قمة.   ووسط كل هذه الفوضى العالمية بدء من "جائحة" كورونا ومتحوراتها وآخرها أوميكرون والتي داهمت  البشرية في عقر دار جهازها التنفسي بتنا الآن أسرى موقف رجل واحد قصير القامة "مدحدح" يريد إعادة كل أمجاد القياصرة برأسنا ورأس الخلفونا هو فلاديمير بوتين. فهذا الرجل وبصرف النظر عما يملكه من أحقية إن وجدت في جارته أوكرانيا فلا ذنب لنا أن يعيش متلازمة الجغرافية والتاريخ ومايتبعها من فرع وأصل دفعنا قبله ثمنه البالغ حين أردنا لعب ورقة الجغرافية حين تعاكس التاريخ وبالعكس. لكن الفارق إننا كنا "نزامط على الخالي ببلاش" فبطشوا بنا "البطشة الكبرى" بينما يملك بوتين النووي الذي لايكلفه حين "ينحصر" سوى ضغطة زر. فهذا الزر أو "الدكمة" هو كل مايحتاجه بوتين لكي يفصل قاطا للبشرية يرهم على تلك .. الدكمة. 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك