كندي الزهيري ||
شيئا طبيعيا أن يكون هناك ردة فعل لكل فعل، وهذا متفق عليه، لكن أن يكون الرد بمزاجية، وخاضع لتوافقات سياسية داخلية وخارجية، والكيل بمكيالين هذا يعد غير طبيعي.
أرض العراق وسمائه ملك للشعب العراقي، ولا يحق لأي أحد أن يتجاوز عليه
ما حدث في أربيل في الساعة الواحدة ليلا شيء طبيعي، لكون حق الرد مكفول للأطراف المتصارعة..
قد تسال من باب عاطفة الوطنية جياشة أو من باب عمالة ترتدي وجه الوطنية من أجل التستر عليها، هل تبرر القصف الإيراني على أربيل؟
هنا جوابان ولنجعل هذا المثل عنوانا لهما (سبقني واشتكى وضربني وبكى)، الجواب الأول كل فعل يهدد أمن العراق وسلامة شعبة وأرضه يعتبر فعل مستهجن ومرفوض مهما كان.
الجواب الثاني (لكل فعل رد فعل) معلوم بأن العراق دولة مهمة واستراتيجية في السيطرة على العالم، على حدود العراق دولة ذات سيادة، محاصرة منذ 40 عاما، من قبل الأمريكيين وحلفائهم، في حكم صدام وبقرار أممي أصبح شمال العراق مستقل ذاتية أي (حكم ذاتي)، هنا أصبحت كردستان ذات أهمية استراتيجية عسكرية للصهاينة والأمريكيين، بعد سقوط النظام، أصبحت كردستان قاعدة متقدمة لجهاز الموساد الإسرائيلي فتم إنشاء معسكرات ومراكز للتجسس على العراق وإيران وكذلك مراكز عمليات واغتيالات، ولا ننسى أن نضيف بأنها عملت على صنع الفوضى وإدارة عمليات الاغتيالات في العراق قبل إيران. منذ فترة تم مهاجمة إيران عبر إقليم كردستان فلم تفعل الحكومة العراقية أي شيء حيال تلك الهجمات على المنشأة النووية أو العمليات الاغتيال التي حدثت في العمق الإيراني، وكانت مصدرها إقليم كردستان. الإدارة المركزية للعمليات الموساد في أربيل وهذا ما أشار إليه الصدر في تغريدة عام 2021م في 9/ 25 حيث قال (على أربيل منع مثل هذه الاجتماعات الإرهابية الصهيونية، وإلا على الحكومة تجريم واعتقال كل المجتمعين... وإلا سيقع على عاتقنا ما يجب فعله شرعيا وعقليا ووطنيا) إذا هناك يقين بان الصهاينة يجتمعون ويديرون العمليات من أربيل وبعلم حكومة الإقليم، الغريب في الأمر اليوم يدعو الصدر البرزاني إلى (تشكيل لجنة مشتركة للبحث عن أي نشاط لإسرائيل في الشمال العراق!) أمس كنتم على يقين واليوم لا تدرون أنتم على يقين أم لا؟، والتشكيل لجنة مع من يعد من الضباط الموساد في العراق؟ تمزيق العلم العراقي ورفع العلم الكيان الصهيوني! أليس ذلك دليل على أن الحكومة الإقليم وعلى رأسهم البرزاني متواطئين وعملاء؟ أليس الاستفتاء والتحريض على العراق والتخابر والتآمر مع الصهاينة اعتداء على السيادة؟ وغيرها. مع ذلك التعاون المشترك بين الصهاينة والكرد لم يكن اليوم بل له جذور ربما تعود إلى أبعد من سنة 1990م. الضربة حدثت وانتهى الأمر، أما الإدانات السياسيون العراقيون والزعامات نقول لهم، لا تكلمني بالوطنية وأنت تعاش على الأموال دول أخرى، لا تكلمني بالتصريحات وجميع الشعب يعلم بأنها مدفوعة الثمن، لا تدين وأنت تحمي القواعد الأجنبي في بلدك وتستضيفها وهي تستهدف دول الجوار وأنت صامت، لا تحدثني عن السيادة وأنت تغضون البصر عن الانتهاك سيادة دولة أخرى بسبب القواعد المحتلين في بلدك غير المسيطر عليها ولا خاضعة لسيادة بلدك من الأصل، لا تكلمني عن السيادة وأنت السماء والأرض ليستا خاضعتا لك.
اخرجي القواعد الأمريكية والصهيونية وسفارتهم من بلدك وبعدها لا عذر الأحد بمهاجمته أرض العراق المقدس...