الشيخ محمد الربيعي ||
الراحة النفسية هي مطلب مهم للتعايش السليم للفرد مع نفسه ومع مجتمعه ، و هناك بعض الأمور التي تُساعد الفرد في الحصول على راحته النفسية و استقراره النفسي و عدم الوقوع في شبكة زعزعة الاستقرار النفسي الخطرة على الذات و المجتمع ، لانه عندما يتكون في مجتمع جملة ممن هم يعيشوا حالة زعزعة الاستقرار النفسي عندئذ ذلك المجتمع سيعيش حالة من عدم التوازن الاسري و المجتمعي و تتفشى فيه الامراض و الجريمة و ما شابة ذلك ، حتى انه قد يصل ذلك الفرد او تلك الامة و بسبب عدم الاستقرار النفسي الى ترك التوحيد و عدم التوجه لله تبارك و تعالى ، لانه سيقع في شباك الشيطان و جنوده من الجن و الانس ، و من هنا و بالاستقراء الذي نراه ضروري بملاحظتنا لبعض الافراد تطرقنا الى هذا الموضوع ، لكي نبين الامور التي تؤدي الى الاستقرار النفسي المتزن المتوازن الثابت و من تلك الامور :
▪️ الإقرار بالقدرات الممتلكة وحدود هذه القدرات ، و الرضى بها و السير في الحياة على أساسها .
أي أنّه من المهم ابتعاد الفرد عن تقليد من حوله بما لا يمكنه امتلاكه من قدرات مهاريّة ، أو إمكانات أو كفاءات عالية لا تتناسب مع قدراته المتاحة .
لأن ذلك سيقوده إلى الفشل و الإحباط ، أو مراقبة من يمتلكون ظروفاً اقتصادية أفضل منه و نظرته الحزينه تجاه حياته ، فيعيش هذا الفرد في حالة من البؤس و التعاسة لعدم امتلاكه ما يملكه الآخرين .
▪️التعبير عن المشاعر الإيجابية تجاه الآخرين ، و إبداء الحب و التعبير عنه في أي وقت و مكان و زمان ، و عدم الاكتراث لإعجاب أو رفض الناس لذلك ، و هذا التعبير يُضيف لدى الفرد مخزوناً من الحب عند الآخرين قد يحتاج له في حال تعرّضه لأي عارض ، أو أزمة نفسية تجعله بحاجة هذا المخزون .
▪️ترسيخ الإيمان بالله و بالقضاء و القدر ، و أداء جميع الفروض و الابتعاد عن جميع النواهي ، و التقرُّب إلى الله بالأعمال الصالحة ، و السعي إلى كسب رضا الله ، و المداومة على الأذكار ، و الاستغفار و الأعمال الصالحة ، و استشعار مراقبة الله في السر و العلن .
فكل ذلك يزرع في النفس البشرية الهدوء و الطمأنينة و السعادة ، و التصديق الكامل بأن كل ما يمر به الإنسان هو خير من عند الله .
▪️ الاعتذار عند الوقوع في الخطأ و الاعتراف به .
فإن ذلك يُعطي الفرد راحة و طمأنينة ، و يُخرجه من دائرة تأنيب الضمير وجلد الذات ، و يترك أثراً إيجابيّاً في نفوس الآخرين تجاهه ، بالإضافة لنظرة الفرد تجاه نفسه . ▪️التسامح و العفو و عدم تخزين البغضاء و الكره في النفوس ، فهي أحاسيس تسلب الطاقة الإيجابية المتمثلة بالحب ليحلّ محلّها الكره و الانتقام بكامل طاقتهما السلبية المؤذية و الإنشغال بها ، فالنسيان و العفو عمّن أخطأ في حق الفرد و تجاهله لزلات من حوله ، تُريح الفرد من أعباء الكره و البغضاء و كل ما يتبع ذلك .
▪️ الابتعاد عن العادات السلبية ، و محاولة اكتساب عادات جديدة و إيجابية تُضفي السعادة النفسية على الذات ، و التصرّف و التفكير في حدود هذه العادة ، و محاولة التخلق بها ، و محاولة التفكير في إطارها العملي ، و ممارسة الحياة ، و إقناع الذات بأنها تتصرف على النحو السليم و الصحيح ، كما أنّ النظرة الإيجابية تجاه الذات ، و توظيفها في عملية التعلم يفيد في ترسيخ الخصال السليمة .
▪️ عدم ترقّب الأخبار السيئة ، و العيش في حالة من الخوف من المجهول ، و القلق الدائم من وقوع المصيبة ، و بالتالي فإن أفكار الفرد تُسيّره تجاه هذه المصيبة ، بالإضافة إلى المزيد من التشاؤم المستمر ، و فُقدان الراحة النفسية و السعادة . ▪️بناء أساس نفسي متين تجاه الأفكار السلبية التي من شأنها أن تُزعزع الاستقرار النفسي و الراحة النفسية للفرد ، و يكون هذا البناء بتدريب الفرد لنفسه على إنكار شعور التعاسة و البؤس والقلق ، و توكيد مشاعر الأمل و السعادة و النجاح ، و الاستمتاع بكل ما هو جميل ، و تجاهُل كل ما هو سيء .
▪️تحديد الفرد لهدفه في الحياة ، و الغاية التي يسعى إلى تحقيقها و الوصول إليها .
فإنّ و جود هذا الهدف يحدد سير حياة الفرد ، و يرفع مستوى دافعيته للإنجاز ، و تجاوز العقبات التي تواجهه ، فالعيش بلا هدف يجعل من الفرد إنساناً ضائعاً بلا غاية واضحة ، و بالتالي يكون أكثر عُرضة للقلق و الخوف ، و تخلخل الاستقرار النفسي .
اللهم اعنا على انفسنا بما تعين به الصالحين على انفسهم
اللهم احفظ الاسلام و اهله
اللهم احفظ العراق و شعبه