الشيخ خيرالدين الهادي الشبكي||
بات من الضروري أن نستعدَّ لمرحلة جديدة من حياة أبنائنا الصغار الذين يعيشون معنا ويختلفون عنا, فطموحهم مختلف عما يشغلنا, ورؤيتهم متجهة إلى غير منهجنا؛ إذ لا يخفى أن المشروع اللاديني نجح في قيادة أبنائنا إلى العولمة في مختلف جوانبها؛ فكان نصيبهم التيه والضلال, وعسكر على قلوبهم وعقولهم تلك الأفكار التي نشرتها تقنية الوسائل الحديثة حتى أصبحوا أسارى الاجهزة الخبيثة والوسائل الدنيئة في ظل غياب سلطة الأب الواعي والام التي كانت مدرسة في يوم ما.
إنّ المسافات الشاسعة التي أنتجها عوامل الانفتاح على العالم عبر الاجهزة الذكية بكل أشكالها, وقابلها انشغال الآباء عن أبنائهم وتخلفهم عن المراقبة والمتابعة أحدث بونا بين البيت والطفل, فصار الاطفال في مملكة معزولة عن ثقافة الآباء, واعتمدوا في تربية أنفسهم بما يشاع في الهواتف وأجهزة التواصل المختلفة, فتغيرت قدوتهم وأيقنوا أن النجاح يعتمد على مقدار تمسكهم بثقافة الابتعاد عن الدين فضلا عن المذهب فبات الاسلام غريبا بين أبنائنا, وأصبحت الشخصيات المنفلتة قدوة لهم يركضون للحاق بهم وببرامجهم الموجه بشكل ممنهج لخلق جوٍ من النفرة بين الأبناء والآباء.
ومن الجدير ذكره أن أكثر الآباء أصبح مستسلما لهذا الواقع المخيف الذي أفرزتها ثقافة جديدة قوامها تمرد الأبناء على الرغم من صِغرهم على المحيط العائلي, وصار من الطبيعي أن يتكئ على سلاحه البسيط (البكاء)فيُسلَّم إليه كل ما يلزمه وأبسطها جهازه (التلفون) الذي امتلئ بالسموم والهموم, وسيطر على الصغير فيوجهه كيفما يشاء وسط تلك المخلوقات القذرة التي استبدلها أبناؤنا بالآباء بعد أن فقدوا دورهم فكانوا في انتظار لحظة السقوط وبالتالي من سقوط الافراد إلى سقوط المجتمع.
ومن المعروف أن مرحلة السفاهة التي يعيشها أكثر البيوتات اليوم كانت نتيجة عمل متواصل للماسونية وقد تحقق نجاحهم بضياع أبنائنا الذين أصبح همهم تقليد فنون الفساد المنتشرة في المواقع الخبيثة, وفي المقابل تخلَّوْ عن مقدساتهم وثوابتهم التي فيها سعادتهم للدارين.
أن أكثر ما يشغل الصغار اليوم هو التعرف على المزيد من الشخصيات والبرامج المبرمجة في المواقع ظناً منهم أنهم يرتقون بذلك, وهذا الأمر أنساهم مشروعهم الحقيقي؛ فالصغار مستقبلنا الواعد الذي نطمح أن يكون رسالياً ويتحمل عناء المسيرة وهذا بحد ذاته من الأهداف المركزية يتكفل بها الآباء الواعون والأمهات اللواتي كُن مشاريع لإنتاج الفحول من الرجال في يومٍ من الأيام؛ ولولا أن نتدارك صغارنا حتى إذا كان على حساب بعض الدموع ينبغي أن نستعد ليوم أهون ما فيه عدم احترام الكبير وقطع صلات التواصل؛ ليصير المجتمع عبداً للعبيد فيكون القرار نحو التطبيع مع كل رذيلة وفساد.
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha