محمود الهاشمي ||
في خضم الصراعات السياسية العربية ،وتداعيات الحرب الاوكرانية وماتسجله المقاومة الاسلامبة من انتصارات خاصة في الحرب على اليمن ،والقلق الخليجي الصهيوني من حتمية انتصار ايران في مفاوضات فينا تتوالى الزيارات بين (دول اصدقاء امريكا )بالمنطقة فتنعقد قمة في مصر بين الثلاثي التطبيعي (مصر الامارات اسرائيل ) يوم الثلاثاء الفائت ثم تعقبها قمة خماسية بالاردن بين (مصر والاردن والامارات والعراق والسعودية ) بعد ثلاثة ايام.
هذه (القمم )وان كانت في شكلها العام البحث في الحانب الاقتصادي الا ان مشروعا يجري الاستعداد له بالمنطقة كشفت عنه الصحافة الاسرائيلية في تأكيدها ان قمة ( شرم الشيخ ) للتعاون الامني لدول المنطقة اتجاه ايران في حال تم الاعلان عن نحاح مفاوضات (فينا) واحتمالية حذف (الحرس الثوري) الايراني من قائمة (الارهاب)من قبل امريكا ،وما اكده المسؤولون
الاميركان ايضا حيث أجاب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، في مؤتمره الصحفي على ذلك السؤال قائلا: "سنواصل دعم اتفاقيات إبراهيم واتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول العالم العربي والإسلامي، ولتعزيز هذا الهدف)
لاشك فان الاجتماع (الخماسي) الذي انعقد بميناء العقبة امتداد طبيعي لقمة (شرم الشيخ )حيث اضيفت الاسماء التي ليست لها علاقة مباشرة مع الصهاينة وهما (السعودية والعراق) وهنا تبرز اسئلة كثيرة عن انخراط العراق في مشاريع لاتصب بمصلحة البلد وتضعه موضع (التهمة )! وموضع التساؤل ايضا في حشر بلدنا العراق بين قائمة المطبعين والسائرين على طريق (صفقة القرن )ومافيها من اجحاف بحق القضية الفلسطينية وحق العرب والمسلمين عموما !
والمشكلة ان هذه القمم (المشبوهة ) يحاول اعلام دولها ان يخفي اسرار مضامينها في وقت هي مفضوحة ،وما يغيب تستطيع عقول ذوي البصيرة اكتشافه بمجرد نظرة سريعة ،خاصة وان كل الدلالات واضحة ،فمنذ متى تصبح اسرائيل (صديقا )تجالس القادة العرب وتتفاهم على شؤون المنطقة؟
نحن نعلم ان الولايات المتحدة تضغط ان ترتب اوراق المنطقة قبل رحيلها ومحاولة جعل اسرائيل كقوة عسكرية بامكانها ان تعوض الانسحاب الاميركي وهذه (نكتة) لااعتقد ان احدا يصدقها بما في ذلك (الكاظمي) الذي (لايعرف الدنيا شرگت لو غربت ) فاسرائيل عاجزة ان تحمي نفسها وهي المطوقة بصواريخ المقاومة من كل صوب !
لا اعرف ان كان مجلس النواب (الجديد )سيستضيف الكاظمي لمساءلته بشأن الزيارة الى الاردن وتوريطنا وتلطيخ سمعة بلدنا خاصة وان الصحافة (المطبعة) والعالمية تصف العراق وكأنه منخرط بالمحور الاميركي وتسعى (الان) الى صناعة حكومة تخدم مصالحها وتبارك للكاظمي (زياراته)!!
هنا يجب ان نكون اكثر صراحة ونؤكد ان العراقيين ليسوا جزء من اي مشروع تساومي على حساب الشعب الفلسطيني اولا وغير راغب باي علاقة مع الولايات المتحدة ثانيا بل يعتبرها دولة استكبار وطغيان احتلت بلده وقتلت الالاف من ابناء شعبه ،وسرقت ثرواته ودمرت بناه التحتية وعطلت الحياة وزرعت الكراهية بين المجتمع .
العراق للعراقيين ياكاظمي وما زياراتك وقممك سوى (بدد )وللمقاومة كلمتها حين (تغم الامور )!