الشيخ محمد الربيعي ||
▪️[ وَقَالَ ٱلْمَلِكُ ٱئْتُونِى بِهِۦٓ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِى ۖ فَلَمَّا كَلَّمَهُۥ قَالَ إِنَّكَ ٱلْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ ]
إن هاتين الصفتين ( الأمانة ، العلم ) قد أهّلتا يوسف (عليه السلام ) ،لأن يكون على قدر المسؤولية التي وكلت إليه ، وأن يقوم بدور فاعل في قيادة و إدارة إنتاج المملكة في ظل وضع اقتصادي استثنائي .
والتصرف فيه بما يحفظ على الدولة ثرواتها وخيراتها .
▪️استثمر يوسف ( عليه السلام ) ،هذه الفرصة خير استثمار – فمن صفات القائد اغتنام الفرص – و رأى أنه الأولى والأصلح لهذا المنصب ،فعرض نفسه قائلا : [ قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ] .
فبالرغم من أن الدولة أو المملكة مقبلة على وضع اقتصادي صعب .. وأزمة مالية عاصفة ، إلا أنه كان واثقاً من قدرته على القيام بحسن إدارة الاقتصاد ، معللاً ذلك بركيزتين اثنتين :
▪️( حفيظ ) : وهي تعني – من ضمن ما تعني – : أمانة ونزاهة في المحافظة على المقدرات والموارد والمخزون الاستراتيجي للمملكة ..
▪️( عليم ) : معرفة بكل ما يحتاج إليه التدبير الصحيح للإنتاج والاستثمار الفاعل لثروات الدولة المالية ..
مع توجيه إتقانه وإحسانه لخدمة رسالته التي حمل أعباءها ، ولنهضة الأمة التي ملك ناصيتها ..
وهذا ما جعل القرآن يعبر بقوله [ وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء..]
فالله يمكن لعباده ويسخر لهم الأرض ويطوعها لهم ، إن هم اتقوه وأحسنوا ، وأخذوا بسنن القوة والقيادة ، وعرفوا كيف يعمرون الكون بما لا يصادم القوانين فيه ..
محل الشاهد :
بعد هذه المقدمة القرانية العظيمة في مفهومها و معانيها ندخل في صمين الموضوع :
▪️▪️القائد : هو الإنسان المبدع الذي يأتي بالطُرق الجديدة؛ ليعمل على تحسين العمل وتغيير مسار النتائج إلى الأفضل، والقائد الناجح هو الذي تظهر مهاراته في وضع وإعداد الخطة، وفي طريقة تنفيذها، وهو مُتميزٌ في بثّ روح الحماسة والمثابرة عند الآخرين.
▪️▪️للقيادة حقائق لابد ان نطلع عليها
و هي:
▪️باستطاعة أيّ شخصٍ أن يُصبح قائداً، وأن يكون سبب التّغيير من الفشل إلى النجاح في حياته وفي حياة الآخرين، وذلك بتعلّم المهارات اللازمة لذلك، فالقادة يُصنعون ولا يولدون.
▪️ النجاح والتميّز في القيادة لا يتحقّق دون مُساعدة الآخرين؛ فالآخرون سببٌ لمساعدة القائد في الوصول إلى النجاح.
▪️ لا تحتاج القيادة إلى التّرقية أو المناصب العالية، بل يستطيع الإنسان أن يُصبح قائداً على الفور.
▪️ إذا استطاع الإنسان تعلّم عناصر المعركة القياديّة، فإنّ بإمكانه التغلّب على المشكلات الكبيرة التي تعترض حياته.
▪️جوهر القيادة هو إثارة همم الأفراد؛ لتشجيعهم وبذل أقصى ما لديهم من جهد؛ لتحقيق الأهداف المطلوبة.
▪️ القيادة الناجحة لا تعتمد على الإغراء المادي كالرواتب المرتفعة، ولا تعتمد على الظّروف الجيّدة في العمل، بل تعتمد على مدى تحفيز القائد للأفراد على العمل؛ لبذل أقصى ما لديهم من امكانيات .
▪️▪️بعد هذا لنتعرض الى اهم الصفات
والتي من خلالها ، نستدل على نجاحه و انه سيكون في موضع التقدم و البناء و الاستثمار لصالح العباد و البلاد ، من تلك الصفات باختصار :
▪️ الدقّة والتنظيم:
فكلّ أعمال القائد مُنظّمة، كما أنّ وقته وأوراقه وأهدافه مُنظّمة.
▪️ صناعة الحدث و القدرة على اتّخاذ القرار المُهم:
فالقائد الناجح لا ينتظر الأحداث بل يصنعها.
▪️التأثير في الآخرين:
فالقائد الناجح يؤثّر في الآخرين، ويتواصل معهم بمهارة، ويوجّههم لتحقيق الأهداف المطلوبة.
▪️الرّؤية الثاقبة:
فالقائد الناجح يستطيع أن يرى ما لا يراه الآخرون، ولكنّه يتقبّل النقد الذي يُوجّه إليه وإلى أفكارهِ المقترحة.
▪️التحفيز:
فالقائد الناجح يعتمد التحفيز عُنصراً أساسيّاً في عمله؛ لبثّ روح الحماسة لدى العاملين معه.
▪️ الثّقة الكبيرة بما لديه من قدرات وإمكانيّات ومبادئ:
فالقائد الناجح يعرف ما لديه من نقاط القوّة، وتكون حافزاً وداعماً له في قيادته.
▪️التّخطيط:
فالقائد الناجح هو الذي يضع الخطط الصّحيحة والمدروسة للعمل، ولا يترك مجالاً للصدفة في عمله وطريق نجاحه.
▪️ الذكاء الاجتماعي:
فالقائد الناجح لديه المهارة الاجتماعيّة التي تُعطيه القدرة على التواصل مع الآخرين وإيصال ما لديه من أفكار، فهو مستمعٌ جيد، ومحاورٌ ماهر.
▪️ التّفويض:
يستخدم آلية التّفويض في عمله، فيعرف متى يُفوض الأشخاص، ومن يُفوض، ويُحدّد المهام التي يُمكن تفويضها.
▪️ الثّقافة:
القائد إنسانٌ مثقف، على درجةٍ عاليةٍ من الوعي والثّقافة، يُطور من نفسه، ومن قُدراته، وإمكانيّاته، ومهاراته، بالقراءة والدورات التدريبيّة.
▪️ الالتزام بالخطط:
يضع القائد الخطط ويعرف أنّ نجاحها يحتاج منه أن يُطبقها، ويلتزم بما جاءت به، ويعرف أنّها تحتاج إلى الوقت والجهد حتّى يُكتب لها النجاح.
▪️ الالتزام الخُلقي:
يُراعي القائد الناجح المبادئ والقيم أثناء عمله ومسيرته نحو النجاح، فلا يُقدّم سرعة النجاح الدنيويّ على قيمهِ وأخلاقه.
▪️ الذّكاء العقلي:
وهذا لا يعني أنّ القائد يجب أن يكون عبقريّاً، بل أن يتمتع بذكاءٍ متوسط، يُعطيه القدرة على حلّ المشكلات التي تعترضه، واتخاذ القرار المُناسب في الوقت المُناسب.
▪️ الإيمان بالله سبحانه وتعالى : فيُطيع أوامره ويجتنب نواهيه.
▪️علو الهمّة :
فللقائد الناجح أهدافٌ واضحةٌ يسعى لتحقيقها، ومنهجه واضحٌ، ومقصده سليم، ومُعتقده طاهرٌ.
▪️تجنّب النقد :
باستمرار ، والتّقليل من العتاب؛ فالنفس البشريّة تنفر وتبتعد ممّن يُكثر انتقادها، ويجرح كبرياءها. الصّدق في تقديم النّصيحة للآخرين، وهذا من شدّة حرصه عليهم، وشدّة محبته لهم.
▪️ طهارة القلب وسلامته من الأحقاد :
والبعد عن الخُصومات والنزاعات مع الآخرين. الصبر، وهذه أهمّ صفةٍ يجب أن يتّصف بها القائد إن أراد بلوغ الأهداف التي رسمها.
▪️ الاستماع الجيّد للآخرين : وإتقان فن الحوار والإقناع.
▪️ الخوف من الله سُبحانه وتعالى، واستشعار مُراقبة الله له، في السّر والعلن.
كانت هذه جملة من الصفات التي نراها يجب ان تتكون فيمن يتصدى الى قيادة الامة .
نسال الله حفظ الاسلام واهله
نسال الله حفظ العراق و شعبه