منتصر الجلي ||
أو كأنها لحظة اليوم، أو كأني بها تلك الساعات الأولى.. والطائرات يملؤا ضجيجها أجواء العاصمة صنعاء والمحافظات، أو كأننا نشاهد ذلك الفزع بين الأطفال والنساء، ومن ينسى تلك الأيام التي أفتتح بها العدوان فكيه ليبتلع شعبنا العظيم...،
للفهيم العاقل أن يأخذ من الأحداث الدروس المتنوعة، وأن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون بأنه الله؛ والدماء التي سُفِكت والأشلاء التي مُزِقت، كل ذلك الفيلم الذي كُنَّا فصوله، مدى سبعة أعوام كان حقيقة الواقع، وواقع الحقيقة..،
في ساعات آذار/مارس، من هذا اليوم بعد مرور سبعة أعوام ندخل العام الثامن ونطرق أبواب الصبر الجميل من جديد.
لكم وقفنا على متغيرات عدة، وجرائم كثيرة من قبل العدوان الأميكي السعودي، وقفنا من الجهة المقابلة على الصبر والصمود والهوية الإيمانية اليمانية لأبناء هذا الشعب.
في هذا اليوم وليلته الأسطورية نرى الحكمة اليمنية، والصبر الذي تشارك فيه الشعب والقائد ، صبرٌ أظهره الله بالشكل الذي كسر آمال العدون وحطَّم غطرستهم المَقِيته.
هو فضل الله وهو تمكينه، بتاريخ اليوم قبل سبعة أعوام ونحن تحت القصف، وبالمثل نرد الصاع أضعاف والقصف بالقصف، لتبيت المُدُن السعودية تحت المُسيَّرات والصواريخ الباليستية المتنوعة وهي في محط تلك المدن تحرق وتحرق كأنها إنما أرسلت من السماء ترمي بشرر كالقصر،لا عاصم لها من أمر الله.
ظل تحالف العدوان بقيادة بني سعود والإمارات يتشبعون وعود آلهتهم أمريكا فأثخنوا الجراح وأماتوا الآلاف من أبناء شعبنا اليمني، وظل الشعب بأحراره يعد العدة ويحسب ساعة الصفر في عد تنازلي للقصاص، ليمر العام الأول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع وها نحن في العام الثامن، حينها أزفت عليهم آزفة الرد وقصفت المدن والعواص السعودية لا لشيء وإنما لتوقف عدوانها وترفع حصارها عن بلدنا.
حسبوها مظنة، واستكبارا في الأرض، قصفوا كل ما له صلة بالحياة اليمنية حتى الحيوانات ومقابر الإنسان، لم تكن الحرب العالمية الثانية إلا نقطة باء أمام هذا الإجرام السعودي الأمريكي، سبع من السنين فقد شعبنا كل شيء إخوته وأبنائه، وفي كل يوم كنا نتلوا فاتحة الصبر الجميل على روح كل شهيد ومع وداع كل عظيم، حتى يأِس منا الصبر ولاذ الى ركن شديد ولم يجد مثلنا في العصر صابر متجلد،
نعم حكاية الصمود سطور من آلام لاتنسى ولاتسقط بالتقادم ولا ننسى أنهار الدماء التي سُفكت، والأشلاء التي مزقت وجمعت من بين الحطام على الصخر والشجر على بيوتات النمل.
لاينسى شعب امتلك المقومات الروحية والإيمانية والمنهج والقيادة، لا ينسى شعب أصالته دين ودينه جهاد ، وجهاده للإنسانية جمعاء.
أيها العالم تركتنا وشعبنا وآلامنا وبكاء النساء وذعر الأطفال غير آبه بما نصير إليه وقد حكمك النفط واشترى ضميرك الدولار، وأي دولار يبقى لتلك الدويلة الحمقاء والنار تأكلها بكل لهف وشوق ضرعها، فتصير أرامكوا الحسناء في لحظات الى حطيم من سعير يشاهده كل العام.
هو الصبر والحنكة اليمانية التي تمثلت في القائد والشعب والصمودعلى مختلف المتويات والمعايير حتى جاء وعدالله فإذا الذين ضحكوا بالأمس إذهم يصرخون.
ولعل المبادرة التي تقدمت بها صنعاء ممثلة بقيادتنا الحكيمة والسياسية والتي أعلن عنها رئيس الجمهورية مهدي المشاط هي قارب النجاة الذي يضعه شعبنا بين يدي تحالف العدوان، هذه المبادرة والتي تضمنت وقف عملياتنا الدفاعية والهجومية على العدو برا وجوا وبرا بما فيها الميدانية وما يخص مبادرة مأرب التي أعلن عنها السيدالقائد :عبدالملك بدر الدين الحوثي- يحفظه الله- كذلك مايخص الأسرى، إن هم عرفو ماتعني هذه المبادرة، فالشعب ماضٍ والحشود المليونية والجماهرية في يوم الصمود الوطني هي صاحبة الإرادة، وهي تردد " قادمون في العام الثامن" رسالة مفادها أنه لا نجاة لتحالف العدوان إن لم يوقف عدوانه ويرفع الحصار...وقد قالها الشعب في الساحات *" قادمون في العام الثامن "*