الشيخ محمد الربيعي ||
قد يكون كلامنا موجه بصورته المباشرة ، الى من هو متصدي الى العمل السياسي ، و حكم البلاد و العباد ، و من هم في محل المسؤولية ، و لكن هذا لا يكون مانعا عن توجيه هذه الكلمات الى عامة الامة ..
محل الشاهد :
▪️▪️ماهو التكليف : التكليف، هو طلب الشارع ما فيه كلفة من فعل أو ترك، وهو شامل للأحكام التكليفية الخمسة ، و هي : الوجوب و الحرمة والاستحباب والكراهة و الإباحة .
▪️▪️ماهو الغرض من التكليف :
التكليف تشريف من اللّه للإنسان وتكريم له؛ لأنّه يرمز إلى ما ميّز اللّه به الإنسان من عقل، وقدرة على بناء نفسه، والتحكّم في غرائزه، وقابليته لتحمّل المسؤولية خلافاً لغيره من أصناف الحيوانات، فإن أدّى الإنسان واجبَ هذا التشريف، وأطاع وامتثل شرّفه اللّه بعد ذلك بعظيم ثوابه، وإن قصّر في ذلك وعصى كان جديراً بعقاب اللّه وسخطه؛ لأنّه ظلم نفسه.
اذن يا حبيبي ...
▪️ايها السياسي أنك شرعاً مكلف بتأدية الطاعات واجتناب المحرمات، لذلك، استقم كما أمرك الله، وسدد وقارب ولا تيأس، لذلك التربية الذاتية للشخص مهمة جداً، فهي تجعل الشخص دائماً مراقباً من قبل الله سبحانه، قال ( عز وجل ) في سورة الزلزلة: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) إنّ الله قد خلقك وركب فيك دافع الخير ودافع الشر، وأراك طريقين:
▪️طريق الخير الذي يسلكه عباد الله المخلصون .
▪️وطريق الشر الذي يعبره اتباع الشيطان .
وهناك طريق مستقيم يؤدي إلى كل خير، وطريق متعرج شائك يؤدي إلى التخبط والضياع .
▪️▪️سبيل الوصول السياسي إلى النجاة
السؤال الذي يطرح ماهي سبيل وصول السياسي المتصدي الى النجاة و الرضا من الله والشعب ؟
▪️ أخلاص النية لله، فاخلص نيتك لله وكن صادقاً معه، فقم بأداء الطاعات على أكمل وجه، واجعل عزيمتك قوية للنهوض إلى كلِ عملٍ تبتغي فيه وجه الله، وتزكية النفس ليست بسيطة، وهي أصعب من علاج الأبدان، وطريق العبد المسلم في ذلك يكون باتّباع سنة الرسول الخاتم محمد ( ص ) واهل بيته ( ع ) وكتابه القران ، وحاسب نفسك على كل تقصير في حق الله.
▪️▪️سؤال قد يطرحه السياسي كيف يمكن ان نبني إنسانا ربانياً في أنفسنا ؟ :
الجواب من خلال :
▪️إرادة و مسؤولية
يجب أن يعرف الإنسان السياسي المسلم ، بأن هذه المسؤولية قائمة على الجزاء من الله سبحانه وتعالى ثوابٌ أو عقابٌ، وبذلك يختار العبد المسلم بين الخير والشر والحق والباطل؛ لأنه بدون هذه المسؤولية والإرادة المرتكزة على فلسفة الإسلام في الثواب والعقاب لا يستقيم عمل الإنسان أبداً.
▪️التزام الانسان أخلاقياً :
إنّ هذا الالتزام يدفع الإنسان إلى السبيل الصحيح، ويحميه من آفات المعصية والفساد، ويجعله صلباً متماسكاً، يستطيع أن يواجه أي خطر.
▪️ تقرّب إلى الله
التقرب من الله يحتاج إلى مجاهدة النفس، والسعي إلى الطاعة بشكلٍ صحيح ٍسليمٍ لا غلو فيها، وتنفير من المعاصي، يقول النبي الخاتم محمد ( ص ) في الحديث القدسي عن ربه: (وما تقرب إلى عبدي بشيءٍ أحب إليّ مما فرضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني أعطيته، ولئن استعاذني لأعيذنه) ، حيث كلما تقرب العبد من الله سبحانه وتعالى أحبه الله، فيكون معه في كل خطواته وهمساته وسكناته.
▪️سؤال اخر يطرحة السياسي و من هو متصدي الى الحكم و المسؤولية ماهي الطرق التي تساعدني في مجاهدة نفسي ؟
🔸استغل وقتك:
يجب على الإنسان المسلم استغلال وقته، وأن يقضيه في كل ما يفيد في هذه الدنيا والآخرة وخصوصا من كان و قته للعباد وادارة البلاء بصورة عامة.
🔸 تعرف على أحوال المجتهدين:
وخير المجتهدين جميعاً حبيبنا وقدوتنا رسول الخاتم ( ص ) واهل البيت ( ع ) ، فاقرأ سيرتهم ، واقتدي بأفعالهم، واهتدي بهديهم، واتبع سنتهم، وأصلح نفسك، وارفع من همتك كما أمرك نبيك الخاتم محمد ( ص ) و اهل بيته الطيبين الطاهرين .
🔸احرص على مصاحبة الأخيار وتجنب الفجار :
لأن للرفيق الصالح أثراً كبيراً على نفس الشخص المسلم ، فالرفيق هو قرينك، لهذا قال النبي الخاتم محمد ( ص ) : ( الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل ) .
🔸 أن تستعين بالله سبحانه وتعالى:
يجب أن تستعين بالله على الطاعة، وترك المعصية، فالله خير معين للإنسان المسلم.
🔸أكثر من السجود:
بهذه السجدات تستشعر عظمة الخالق سبحانه وتعالى، وتوصل دعائك إليه، وتطلب منه الذي تريد، تطلب منه أن يعصمك من نفسك الأمّارة بالسوء، ومن الشيطان، ونزوات الدنيا المهلكة.
🔸أكثر من الدعاء:
فهو يساعدك على مجاهدة نفسك، والدعاء سلاح المخلصين الصابرين، وتذكر أن بالدعاء نجى الله نبيه يوسف الصديق، وبالدعاء والاستغفار أخرج الله نبيه يونس عليه السلام من بطن الحوت، فلا تستهن بالدعاء، فهو خير معين عند الكُرب، وهو صفة الصداقين والأنقياء.
▪️ختاماً ...
تذكر أن الطاعة تحتاج إلى مجاهدة نفسك وإلزامها طوعاً أو كرهاً على فعل كل خير، فالنفس كالطفل الصغير تتعود على حب الرضاعة، ولكن ما أن تفطم هذا الطفال ينفطم، وتذكر دائماً أن بمجاهدة النفس تنهدي إلى طريق النجاة.
اتّبع هذه الطرق العملية التي تساعدك على مجاهدة نفسك، وتحفيزها إلى الخير والصلاح.
اللهم احفظ الاسلام و اهله
اللهم احفظ العراق وشعبه