المقالات

ديمقراطية أم "تمقرط"؟!

1730 2022-04-04

  حمزة مصطفى ||   بعد عام 2003 أهم مافكر به الآباء المؤسسون للنظام الجديد في العراق هو كيف يتداولون السلطة بينهم. ومن أجل السلطة سكتوا على كل ماقام به الأميركان أو سمحوا به من تهديم وتحطيم لأركان  الدولة التي كانت قائمة بقطع النظر عن شكل الحكم ونوعه ركنا ركنا. حل الجيش ومؤسسات الدولة كانت جزء من التحطيم  الممنهج. سرقة المتحف العراقي تحت أنظار الجميع كانت جزء من عملية التحطيم الممنهج. إستباحة المال العام تحت أنظار المحتل وصمت أصدقائه  من الآباء الذين كانوا ينتظرون دورهم في ركوب موجة التأسيس الجديد كان جزء من عملية التحطيم الممنهج. كل الذي كان حلم به الآباء المؤسسون طبقا لكل ماتحدث به قادة الإحتلال الأميركي سواء في مذكراتهم أوأحاديثهم المتلفزة والتي نشرت وتنشر تباعا وآخرها مذكرات رامفسيلد (المخفي والمعلن) هو أن يحكموا ولو بالإسم فقط.  أما رامسفيلد فحكايته حكاية مؤلمة جدا حين سمح له من قبل بعض آبائنا المؤسسين بتدنيس واحد من أهم رموزنا الإسلامية التي نفتخر ونعتز بها وهو سيف ذوالفقار للإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام). شخصيا لا أعرف  (إشكال لقلبه ابونا)  المؤسس الذي منح التافه الساقط القذر دونالد رامسفيلد سيف أبا الحسن؟   المهم أن ثمن ذلك كله كان الإستعجال بتسلم سلطة شكلية "لاتهش ولاتنش" من المحتل. كانت البداية من الدستور الذي أريد له أن يؤسس لديمقراطية بركن واحد هو التداول السلمي للسلطة. فالآباء المؤسسون  الذين عاش قسم كبير منهم في دول الغرب الديمقراطية لم يأخذوا  من الديمقراطية سوى الإنتخابات وتشكيل الحكومات وتداول الوزارات وتقاسم المنح والهبات كل أربع سنوات.  بعد التجارب البرلمانية الأربع الماضيات ثبت للجميع أن تداول السلطة كان هدفا بحد ذاته, ولم يكن وسيلة لتحقيق الأهداف التي ينتظرها الناس الذين خرجوا لإنتخاب من يفترض إنهم ممثلوهم وهي الأمن والإستقرار والتنمية المستدامة والتوزيع العادل للثروة. كل هذا لم يحصل بينما ننهمك الآن في ظل الدورة الإنتخابية الخامسة في مناقشات طويلة عريضة في كيفية تشكيل الحكومة الجديدة. الحوارات حتى الآن  غير منتجة. فمن الواضح الجلي إننا مازلنا ننظر الى تبادل السلطة سلميا مع تلويح بالقوة أحيانا بوصفه هو الهدف لا البناء والتنمية والأمن والإستقرار والخدمات. ماذا يعني ذلك؟ يعني لاتوجد لدينا ديمقراطية بل .. تمقرط. 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك