ماجد الشويلي *||
*كاتب ومحلّل في الشؤون السياسية والعقائدية
لم ولن يدعي أحد أنّ إيران دولةٌ معصومة، فدولة المعصوم (ع) لم تكن معصومة
لا دولة الرسول الأعظم ولا دولة أمير المؤمنين (عليهما السلام)، ولا بـد من التفريق بين الولاية (والتي هي أمر عقائدي يتعلق بكون الولي الفقيه هو امتداد لوجود الإمام (ع) كما أن الإمامة امتداد للنبوة) وبين الدولة التي هي مجموع المؤسسات والهيآت التي تنظِّم شؤون المواطنين، وهي عُرضة للخطأ والاشتباه،وكل ما في الأمر أنّ الدولة الإيرانية شعباً ومؤسسات ارتضوا لأنفسهم أن يدير شؤونهم في الأمور الاستراتيجية الولي الفقيه،
فالدولة العصرية ليست قرية أو تجمع بدوي حتى تكون منعزلة عن العالم، بل هي مؤسسة قانونية تربطها مصالح والتزامات مع الأُسرة الدولية،وكل ما في الامر أنّ الولي الفقيه بحكم فقاهته يرسم الطريق الشرعي لسلوك الدولة
فيقع الصواب والخطأ في التطبيقات الميدانية عند هذا المسؤول أو ذاك.
تصوروا الرسول الاعظم (ص) بنفسه أرسل خالد ابن الوليد في مهمّة معينة وانتهك فيها الحرمات وقتل مجموعة من الناس، فقال صلّى الله عليه وآله ((اللّهم إنّي أبرأ اليك مما فعل خالد ))ثلاث مرات
فإذا كان هذا قد وقع في دولة النبي الأكرم (ص) فمن الطبيعي جدا ان يقع في دولة غير المعصوم، ولذا من المعيب أن يتم تتبّع عثرات الجمهورية الإسلامية وهي التي قدّمت انموذجاً رائعاً في الحكم الإسلامي المعاصر
أليس من المفرح لكلّ مسلم أن يتمكن فقهه وعلماؤه من أن يقدموا له إنموذجاً عصرياً للحكم أثبت أنّه قادر على تلبية متطلبات العصر بدلًا من التغني بأمجاد الماضي أو البكاء على أطلاله وهي محاولة لتهيئة أذهان الأمة لتقبُّل فكرة الدولة الإسلامية العظمى على يد الامام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه)
تحاول فيها إيران مراكمة النجاحات حتى تصل الى نقطة التمهيد الذي يعجّل في فرج ولينا الأعظم (أرواحنا فداه)
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha