عامر جاسم العيداني ||
ان المتغيرات السياسية التي طرأت على الواقع العراقي ، والتحول المفاجئ من حقبة دكتاتورية الى ما يسمى بالديمقراطية التي جلبها الاحتلال ، والتي اصبحت عبئا على العراقيين حيث أدت الى ظهور الصحافة المفتوحة على مصراعيها لا تحكمها أية ضوابط اخلاقية ومهنية سوى على الورق وأحاديثنا اليومية فيما نكتبه على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال صفحات ومواقع الكترونية ندفع مبلغا زهيدا لصنعها ولا توجد ضوابط او موانع لما ينشر من مساوئ تصيب المجتمعات على أيدي من أمتهن الصحافة بالصدفة وجعل منها رزقا له .
ان المساحة المفتوحة للصحافة المرئية والالكترونية خلقت صحفيين لا مهنة لهم سوى الاسترزاق من خلالها بأستخدام أدوات التشهير والتسقيط بكل من يختلفون معه اويجدون مثلبة فيه من خلال خبر مفبرك يتداوله المجتمع او ورقة مزورة او موضوعا قد يكون صحيحا ، يقوم صحفيو الصدفة باستغلاله من اجل ابتزاز هؤلاء الاشخاص للحصول على أموال او لغايات اخرى ، كالتسقيط السياسي او اجتماعي .
نرى اليوم ان الكثير من الشخصيات المهمة في المجتمع وكذلك المؤسسات تتعرض لظاهرة التشهير والتسقيط والغاية هي الابتزاز أوالتنفيس عن الحقد والضغينة تجاههم ، بأستخدام صفحات وهمية ووكالات انباء لا يعرف من هم اصحابها تفتح على الكوكل خارج العراق وأرقام هواتف غير مسجلة أو مسروقة أو لأشخاص خارج البلد لايمكن الوصول الىيهم .
أن هذا الاسلوب الذي يستخدمه بعض الدخلاء على الصحافة يعتبر اسلوبا خطرا يهدد صحافتنا ويمس مصداقيتها عند اللجوء الى الاخبار الكاذبة والزائفة لتحقيق غايات دنيئة ، واللجوء الى اسلوب الابتزاز لأجل الحصول على المال بطرق غير مشروعة أمر مستغرب في بلد تسوده القيم والاخلاق الدينية والاعراف العشائرية العريقة ، وان الصحفي الذي يستخدم هذا الاسلوب قد خرج عن رسالته المهنية النبيلة بعد ان اصبح قلمه وسيلة للاسترزاق على حساب كرامة الناس ومسيئا لمهنة الصحافة ولزملائه الصحفيين .
ان مثل هؤلاء الصحفيين مع الاسف ، لا يهمهم البحث عن الخبر ونشره بحيادية وانما يستخدم شعار من يدفع أكثر بنشر الاخبار المفبركة والمسيئة ، ويستخدم قلمه للاسترزاق والبحث عن معلومات ووثائق لتشويه سمعة اشخاص ومؤسسات وعدم اعطائهم فرصة للدفاع عن انفسهم ، ان هذه الافعال تفقد مصداقية ونزاهة العمل الصحفي الذي يعتبر في الاصل صادقا ونزيها .
ويلاحظ ان هناك منظومة كبيرة من الصحفيين الفاسدين قد تشكلت من اجل الاسترزاق بأسلوب التشهير والتسقيط ونشر الاكاذيب ، ويشترك معهم سياسيين من اجل الضغط على خصومهم للحصول على مكاسب مالية او وظيفية منهم او اسقاطهم ، ان توجه الصحافة الى هذا النوع من الافعال قد تؤدي الى حصول جرائم القتل والانتحار وتفكك الاسر والمجتمع أو الهروب الى خارج البلد من اجل حفظ كرامته .
وهنا يتطلب من الجهات المسؤولة كالنقابات الصحفية وجهاز الامن الوطني وهيئة الاتصالات ان تقوم بواجبها بمتابعة مثل هذه الافعال وايقاف صفحات مواقع التواصل الاجتماعي والوكالات والقنوات التلفزيونية ومحاسبة اصحابها بالتعاون مع اصحاب المواقع الالكترونية التي سمحت لهم بالنشر مثل شركة كوكل وميتا وغيرها، وتقع المسؤولية الاكبر على الحكومة الاتحادية بضرورة مفاتحة الدول التي تمتلك وسائل النشر وعدم اعطاء الموافقات لمثل هؤلاء الاشخاص او المؤسسات باستخدام مواقعها الالكترونية والاقمار الصناعية من خلال اتفافية دولية للحد من هذه الظاهرة من اجل المحافظة على النسيج الاجتماعي العراقي .