المقالات

قراءة بالمشهد السياسي العراقي بعد جلستي البرلمان الاخيرتين .


  محمود الهاشمي ||   قد يبدو المشهد السياسي هادئاً نوع اما بالعراق ،بعد جلستين فاشلتين لمجلس النواب  صعب فيها اختيار رئيس جمهورية للعراق . هذا (الهدوء) ملأت شيأً من فراغه مبادرة الاطار التي وزعها على جميع الاطراف ولم يستلم ردا من (الخصوم) حتى الان . ال(ثلاثي)واقع بين امرين الاول ان يبقى مذعنا للمخطط الخارجي الذي تحدث عنه السيد المالكي والشيخ قيس الخزعلي والذي يقضي  بابعاد انصار المقاومة والحشد الشعبي عن ادارة البلد ،وربما يتمدد المخطط ليكون جزء من (صفقة القرن)وصولا الى (التطبيع ) والامر الثاني ان يقر بموضوعية مطالب (الاطار التنسيقي)القاضية بالعودة الى مبدأ (التوافق) الذي بنيت عليه التجربة السياسية برمتها . اما (الاطار التنسيقي ) فيعمل على خطين ايضا الاول ان يستمر بالضغط على اطراف العملية السياسية ،املا في اقناعهم ان مشروعهم   لاتقبله ثقافة البلد،وان الطريق مازال سالكا للمزيد من الحوارات للخروج بحل يرضي الجميع مع الحفاظ على نتائج الانتخابات رغم عدم قناعته بها .والخط الثاني العمل على توفير العدد الكافي لتشكيل الكتلة الاكبر مع توفير منح  للتيار الصدري فرصة ان يكون معارضاً! جميع اطراف (الثلاثي)بعيدة عن الاعلام لان ظرفها لايسمح بذلك ومانسمعه عن بعضهم مجرد (تهويم)وبعيد عن الاهداف المخطط لها  ومازالت (صدمة)جلستي مجلس النواب الاخيرتين قائمة فيهم ! ماصرح به (مشعان الحبوري) عن الذهاب الى (الانتخابات المبكرة )مناورة ذكية لغرض اخافة (المستقلين)الذين انخرطوا مع (الاطار )باعتبار ان الظروف التي تم فيها التصويت لهم هي غير الظروف الحالية وقد لايحصلون على مقاعدهم بالانتخابات المبكرة ،فيختاروا العودة لاكمال النصاب !  التدخلات (الخارجية)اوقفت شيأ من نشاطها ولاسباب اولها ان الظروف بالعراق غير مؤهلة لصفقة القرن وللتطبيع ولايكفي ان تكون الحكومة جاهزة ،وثانيا ان ايران بدأت تستعيد فاعليتها الدولية والاقتصادية والامنية ولايمكن  ان تترك (اصدقاء امريكا )يصنعون حكومات  معادية لها وفيها الشيعة (اقلية) . كما ان اوراق امريكا باتت مكشوفة بالعراق واي خطوة تقابلها نشاطات للمقاومة تربك وضعها  في وقت تسعى امريكا اعادة ترتيب اوراق العالم بمايؤمن استمرار تفردها . في ذات الوقت فان رسائل الامارات قد وصلت الى قادة (المقاومة)ومفادها (لانريد التدخل بالشأن الداخلي العراقي ) وقد طالبها قادة المقاومة (نريد ان نشهد ذلك على الارض ) ولانشك ان (وصول طائرات المقاومة)الى دبي  اثرت كثيرا على الوضع الاقتصادي للبلد وفرار  ارقام كبيرة  من رؤوس الاموال الى عمان وقطر . اللقاءات المتلاحقة للسفراء الاجانب توحي بأعلان (حياديتهم ) وقد سمعوا ردودا (قاسية )من الطرف العراقي .. الرسالة التي اوصلها المالكي في لقائه الاخير واضحة (ايران تدافع عن امنها القومي )وسوف تتدخل اذا مااستمر الاخرون من الكتل السياسية بالسماح للمزيد من التدخل بالشأن السياسي العراقي . اوراق تشرين قد تساقطت وفهم الجميع انهم ضحايا مخطط خارجي وانهم اذوا بلدهم ،ولم يعد لهم تأثير على الساحة السياسية سوى انهم ارقام نيابية تلعب وسط الساحة السياسية للتأثير في المبزان ،ومن فهم منهم (اللعبة)عاد الى صواب الرأي. امام (الاطار )مساحة اكبر  للحركة ،دون ان يبقى منتظرا نشاطا ليرد عليه ،لان مثل هذه السكونيةهي التي وفرت فرصة للخصوم والخارج ان يصنعوا لنا (ازمة تشرين )التي مازال البلد يعاني منها .! مشكلة (الاطار ) انه دون رأس حتى الان ،ولكي يرتقوا الى كتلة متراصة عليهم ان يتفهموا  ذلك واظن انه خلال المرحلة التي اعقبت الانتخابات قد افرزت قيادات واضحة ومؤثرة ولها دور في ادارة تجمع الاطار . مايميز (الثلاثي)ان كتله لها رؤوس وسطوة على احزابها وصولا الى الانصار ،لكن انخراطهم في (المخطط الخارجي)فككهم من الداخل حيث اتسعت المسافة بين اربيل والسليمانية وتحولت الى فضائح وانكشفت اوراق واسرار . كما اتسعت المسافة بين المناطق الغربية فاهل الموصل وصلاح الدين لايقبلون (الامرة)من الانبار ورمزية (الحلبوسي) لاتصلح لادارة (اهل السنة )فيما تاريخيا لايرى اهالي صلاح الدين والموصل باهالي الانبار سوى انهم (بدو)توا دخلتهم (المدنية)! الولايات المتحدة تريد ان تخرج من الشرق الاوسط باسرع وقت والذهاب باتجاه المحيط الهادي ،وكما يقول الرئيس الاميركي السابق ترامب (لم يعد الشرق الاوسط من اولوياتنا ) لذا سارعت الى بناء تشكيلات عسكرية واقتصادية فاقتادت حكاما  تحت هيمنتها  من اذانهم وساقتهم الى (التطبيع )دون رضا شعوبهم ،فكانت قمم ولقاءات شرم الشيخ  والعقية والنقب مجرد استعراض لاغير . الواقع الصهيوني حرج جدا وبات الداخل يشعر بالقلق ويصدق بان وجوده الى الزوال بعد معركة (سيف القدس)ومافيها من (معادلة الردع).   المقاومة بالمنطقة بدأت صاحبة هيمنة على القرار السياسي والامني سواء في البلدان التي هي فيها او البلدان المجاورة بشكل مباشر او غير مباشر ،لذا باتت الارادات الدولية تحاول التفاوض معها بشكل مباشر او غير مباشر . هناك انزياح  شعبي نحو (الاطار )رغم الملاحظات الكثيرة على اداء كتله وشخصياته، يحتاج من قيادات الاطار تفهم هذا الانزياح والتفاعل معه،وافضل السبل الخروج من القوقعة واضافة دماء جديدة للاحزاب من الشباب. اذا بقيت احزاب  وكتل (الثلاثي)مصرة على التماهي مع (المشروع الخارحي)فانها ستفقد شعبيتها وجماهيرها وقد تحدث انشقاقات في صفوفها .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك