المقالات

ما قيمة هذه النعل؟!


الشيخ الدكتورعبدالرضا البهادلي||

 

قال عبد الله بن عباس: دخلت على أمير المؤمنين بذي قار وهو يخصف نعله فقال لي: ما قيمة هذه النعل؟ فقلت لا قيمة لها. فقال: والله لهي أحب إلي من إمرتكم إلا أن أقيم حقا أو أدفع باطلا).

▪️في هذا المقطع من كلام امير المؤمنين عليه السلام كنوز من المعرفة في التصدي للشأن السياسي وقيادة المجتمع لمن يريد السلامة في الدنيا والآخرة ورضا الله تعالى .

أمير المؤمنين عليه السلام يعطي قاعدة ربانية إلهية وهي أن الغاية من السلطة وقيادة المجتمع والحاكمية هي في احقاق الحق وابطال الباطل على جميع الأصعدة في الأمة والمجتمع.

▪️‏فعلي عليه السلام يدرك ان اغلب الناس في العالم إنما يبحثون عن السلطة والمنصب والمواقع القيادية من أجل الحصول على الدنيا والاموال والترف والبطر والهيمنة والسيطرة على الآخرين، ولا مانع عندهم أن تأتي السلطة عن طريق حق ام باطل....؟

▪️لذلك لم تكن الغاية عند علي عليه السلام هو الوصول إلى الحكم والسلطة بأي طريقه من أجل التمتع بامتيازاتها ، إنما كان يريد من السلطة تطبيق العدل الإلهي في المجتمع. كان يريد أن يسوق الناس إلى الله تعالى وفق المنهج الإلهي الحق.

▪️وهذا ما طبقه الإمام علي عليه السلام في حياته عليه السلام. فكل اختلافاته مع الاخرين من امثال طلحة والزبير ومعاوية وعائشة وغيرهم ممن اختلف معهم ، إنما كان هؤلاء يريدون القيادة والسلطة وتحصيل الامتيازات .

▪️كان أمير المؤمنين عليه السلام يستطيع أن يداهن هؤلاء، ويصالح أولئك . ويدفع لهذا، حتى يصل إلى السلطة او يبقى فيها أطول فترة ممكنة.

▪️لكن علي عليه السلام فضل واختار بقاء المبادىء والقيم على تحصيل السلطة او البقاء فيها من خلال الحيلة .لذلك قاتل كل هؤلاء الفاسدين والطامعين والمنحرفين عن الدين.

ولأجل ذلك قال عليه السلام. ان نعله أحب إليه من الامرة إلا أن يقيم حقا أو يدفع باطلا.

▪️هذه جزئية من حياة علي عليه السلام ، فعلي لم يكن يريد من الناس أن يعظموه كما يعظموا الملوك والأمراء والقياصرة من خلال الحكم، إنما كان يريد الناس لله تعالى وان يكونوا على خط الاستقامة في الحياة من خلال موقع الحاكمية والسلطة ....

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك