هو مثل عراقي يشار الى من يدعو الناس للمعروف ولا يعمل به أو يناهم عن المنكر ولا ينتهي عنه ، وقصة هذا المثل هي :
كانت أبو الخصيب قرية صغيرة في محافظة البصرة وكان أهلها من البسطاء وكان فيها شيخ معمم يطلق عليه ـ المومن ـ يقرأ لأهلها منذ أكثر من ثلاثين سنة في مجالس العزاء وفي أيام عاشوراء وحتى في أيام رمضان وكانوا يجمعون له الأموال ويوفرون له ما يريد حتى إنه أصبح من الأثرياء فيها.. وفي أحدى السنوات ذهب أحد شباب القرية للدراسة في الحوزة العلمية في النجف الاشرف واندهش للفرق الشاسع بين ما يقوله ( مومنهم ) وبين ما يتعلمه في النجف على أيدي العلماء ورجال الفقه، وعرف أن ( المومن ) كان يستغل عقولهم ويتحدث بما لا يمت للدين بصلة، وبعد عام من الدراسة عاد لقريته فحضر أحد مجالس ( المومن ) وبعد انتهاء المجلس نهض الشاب وقال مخاطبا ً ( المومن ): يا شيخنا أن ما قلته في مجلسك كان خطأ ً!! انتفض ( المومن ) وقال له: أتعلمني أصول الدين؟ يعني رحت سنة وأجيت تصورت نفسك أحسن مني!!! ولأن هذا ( المومن ) كان خبيرا ً في مهنته!! ويعرف كل دروبها فقد قال للشاب: على العموم وكي أبرهن للناس أني أفضل منك، تعال غدا ً للمناظرة معي أمام الناس ليعرفوا من صاحب الحق!! قبل الشاب بما طرحه الـ ( مومن ) وجاء في اليوم الثاني لمناظرته، وسمع أهل القرية بهذا الحدث لذا حضر الجميع ولم يتغيب أحد كي لا تفوته مشاهدة هذه المناظرة في الدين وربما لكسب الثواب ; جلس الشاب قبالة ( المومن ) وتجمع الجميع حولهما ليستمعوا، فقال المومن للشاب: عمي أسمع، أنا أكبر منك في العمر فلا ضرر إن بدأت أنا أولا ً بطرح السؤال؟ قال الشاب: تفضل شيخنا لا مانع من أن تكون أنت الأول.. قال المومن: أنا أسألك سؤال، هل قرأت القرآن الكريم؟ قال الشاب: نعم. قال المومن: هل أنت متأكد من ذلك، يعني هل تعرف كل سور القرآن؟ فرد الشاب: نعم، أنا متأكد من أني قرأت القرآن وأعرف كل سوره.. سأله المومن: حسنا ً، إذا كنت قد قرأت القرآن فأني أسألك هل نزلت آية أو سورة باسم الإمام الحسين عليه السلام؟ قال الشاب: كلا، لا توجد آية أو سورة تحمل أسم الإمام الحسين عليه السلام.. قال المومن مخاطبا ً الجميع: هل سمعتم جوابه؟ رد الجميع بصوت واحد: نعم سمعنا الجواب.. ثم أردف الشيخ سؤالا ً آخر: حسنا ً، وهل نزلت سورة أو آية باسم البقرة ; يعني الهايشة!!!! ـ رد الشاب واثقا ً من نفسه: نعم نزلت سورة باسم البقرة.. هنا وقف المومن وصاح بأعلى صوته مخاطبا ً أبناء القرية: الله اكبر.. الله أكبر، هل سمعتم جواب هذا الكافر!! يقول نزلت آية باسم البقرة ولم تنزل باسم الحسين عليه السلام.. الله أكبر!! نهض الجميع وهم يرددون: الله أكبر ويشيرون للشاب ويقولون أقتلوا هذا الكافر.. هرب الشاب من قريته، وبقي فيها من يستغل عقول السذج ويلقنهم بما يتماشى مع أهوائه وميوله وأطماعه!!
نحن سردنا هذه القصة لكشف مخططات بعض السياسيين القذرة لإيهام الناس بأنه المصلح الذي يبحث عن مصالحهم ومصالح الوطن بحكومة اغلبية تلبي جميع مطالب الشعب وهي بالأساس زعزعة واضعاف المكون الأكبر للذهاب به الى المجهول ..
ان من يريد ان يصبح مومن ابو الخصيب في هذا الوقت عليه ان يعرف جيدا ان الناس ليس بسذج بل يعرفوا ما تخفي به الصدور ، فلا تنفع سورة الوطن ولا تنفع سورة الأغلبية لتستغل به بعض العقول السذج وتلقنهم بما يتماشى مع أهواءك واطماعك .
الكاتب / الحاج هادي العكيلي
https://telegram.me/buratha