المقالات

إنسداد سياسي وتصحر مناخي

1796 2022-04-25

  حمزة مصطفى ||   سياسيا مازلنا في حالة إنسداد. ومناخيا في حالة تصحر. لا أحد يعرف متى "تفرج" الازمة السياسية, وتصحو السماء. كل العالم الديمقراطي والمتمقرط وحتى "النص ردن" يتعامل مع السياسة بوصفها فن الممكن الإ نحن. وفن الممكن يكاد يكون تلطيفا لما سمي في التاريخ "شعرة معاوية". ومعاوية هو أستاذ ميكافيلي الذي أبتلي على عمره حين الف كتاب "الأمير". والأمير رافقته أكذوبة سياسية وهي أن كل  زعماء العالم لاينامون الإ ونسخة من الأمير قرب أسرتهم. من أين ظهر مصطلح الإنسداد السياسي؟ من سوء التدبير بلاشك. كيف؟ إصرار على إجراء إنتخابات مبكرة بموعد يسبق توقيتها الدستوري بنحو ستة شهور بدا مجرد رجم في غيب الآمال المرتفعة بدون خطة ولاهدف.   زحفنا للإنتخابات وجاءت النتائج ومعها المصائب. لماذا فاز فلان وخسر علان؟ حين تسأل يقال لك صناديق الإقتراع. أنت فائز إذهب شكل حكومة. أنت خاسر روح الطم في باب المحكمة الإتحادية. يمضي الزمن وتسحق معه مدد الدستور. متى نشكل حكومة؟ لا أحد يدري. بعد الشهر الواحد, عقب عطلة المكون الفلاني, بعد الإنتهاء من المناسبة الفلانية. إنتهت المواعيد والمناسبات حتى جاءنا الفرج. ليس الفرج بحل الأزمة بل بمبررات تأخيرها. نحن متدينون ورمضان على الأبواب وبعده العيد ومن بعد العيد شوال. بعد شوال يحلها 66 حلال. حين تحاول رفع سقف الإنتقادات كوننا خرقنا الدستور يأتيك من "يخش بعينك" قائلا لك كل مايجري طبيعي ولا غبار عليه.         بالمناسبة لسنا بحاجة الى توظيف مفردة الغبار لأغراض التشبيه أو الكناية أو الإستعارة أو التورية. فالغبار عندنا عواصف تتلو عواصف. ما أن تغادر عاصفة حتى تحل محلها عاصفة. فالغبار يملأ حياتنا ولا أحد يلتفت لا لأسباب هذا الغبار المتعاصف أو العواصف المتغابرة  ولا الى الأسباب التي أدت الى جفاف بحيرة ساوة. سوف أترك الغبار الذي طالما نستخدمه في تلطيف عباراتنا وجملنا السياسية حين نتناول الإنسداد السياسي وأبقى في صلب موضوع الإنسداد. في كل الدول التي يتأخر فيها تشكيل الحكومات لايتأثر الناس. لماذا؟ لأن "السيستم" لا يتأثر بالمتغيرات. الدولة دولة. نحن نخلط بين الدولة والحكومة؟ لماذا لأن الدول عندنا ريعية؟ وماذا يعني ذلك؟ يعني أبوية. وهذا يعني أن الدولة هي الحكومة والحكومة هي الدولة. طبقا لذلك لا يتوقع فتح  مجاري الإنسداد السياسي. أما غبارنا فإن إستمراره .. لا غبار عليه.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك