المقالات

إنسداد سياسي وتصحر مناخي

1659 2022-04-25

  حمزة مصطفى ||   سياسيا مازلنا في حالة إنسداد. ومناخيا في حالة تصحر. لا أحد يعرف متى "تفرج" الازمة السياسية, وتصحو السماء. كل العالم الديمقراطي والمتمقرط وحتى "النص ردن" يتعامل مع السياسة بوصفها فن الممكن الإ نحن. وفن الممكن يكاد يكون تلطيفا لما سمي في التاريخ "شعرة معاوية". ومعاوية هو أستاذ ميكافيلي الذي أبتلي على عمره حين الف كتاب "الأمير". والأمير رافقته أكذوبة سياسية وهي أن كل  زعماء العالم لاينامون الإ ونسخة من الأمير قرب أسرتهم. من أين ظهر مصطلح الإنسداد السياسي؟ من سوء التدبير بلاشك. كيف؟ إصرار على إجراء إنتخابات مبكرة بموعد يسبق توقيتها الدستوري بنحو ستة شهور بدا مجرد رجم في غيب الآمال المرتفعة بدون خطة ولاهدف.   زحفنا للإنتخابات وجاءت النتائج ومعها المصائب. لماذا فاز فلان وخسر علان؟ حين تسأل يقال لك صناديق الإقتراع. أنت فائز إذهب شكل حكومة. أنت خاسر روح الطم في باب المحكمة الإتحادية. يمضي الزمن وتسحق معه مدد الدستور. متى نشكل حكومة؟ لا أحد يدري. بعد الشهر الواحد, عقب عطلة المكون الفلاني, بعد الإنتهاء من المناسبة الفلانية. إنتهت المواعيد والمناسبات حتى جاءنا الفرج. ليس الفرج بحل الأزمة بل بمبررات تأخيرها. نحن متدينون ورمضان على الأبواب وبعده العيد ومن بعد العيد شوال. بعد شوال يحلها 66 حلال. حين تحاول رفع سقف الإنتقادات كوننا خرقنا الدستور يأتيك من "يخش بعينك" قائلا لك كل مايجري طبيعي ولا غبار عليه.         بالمناسبة لسنا بحاجة الى توظيف مفردة الغبار لأغراض التشبيه أو الكناية أو الإستعارة أو التورية. فالغبار عندنا عواصف تتلو عواصف. ما أن تغادر عاصفة حتى تحل محلها عاصفة. فالغبار يملأ حياتنا ولا أحد يلتفت لا لأسباب هذا الغبار المتعاصف أو العواصف المتغابرة  ولا الى الأسباب التي أدت الى جفاف بحيرة ساوة. سوف أترك الغبار الذي طالما نستخدمه في تلطيف عباراتنا وجملنا السياسية حين نتناول الإنسداد السياسي وأبقى في صلب موضوع الإنسداد. في كل الدول التي يتأخر فيها تشكيل الحكومات لايتأثر الناس. لماذا؟ لأن "السيستم" لا يتأثر بالمتغيرات. الدولة دولة. نحن نخلط بين الدولة والحكومة؟ لماذا لأن الدول عندنا ريعية؟ وماذا يعني ذلك؟ يعني أبوية. وهذا يعني أن الدولة هي الحكومة والحكومة هي الدولة. طبقا لذلك لا يتوقع فتح  مجاري الإنسداد السياسي. أما غبارنا فإن إستمراره .. لا غبار عليه.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك