حازم أحمد فضالة ||
نشر السيد رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح المحترم، تغريدة على حسابه في تويتر اليوم: 1-أيار-2022، بمناسبة عيد الفطر المبارك، نَصُّ التغريدة هو الآتي:
(بحلول عيد الفطر المبارك، أتقدم بأحر التهاني الى أبناء شعبنا الذي يواجه التحديات بالتضامن والتراحم. ان الانسداد السياسي امر غير مقبول وبالذات وسط التحديات الامنية والاقتصادية، فالعراقيون يستحقون الأفضل وينتظرون بنفاذ صبر تشكيل حكومة جديدة تكون مُعبّرة عن تطلعاتهم بلا تأخير وتعطيل.)
انتهى
ولنا على نَصِّ التغريدة، تصويبًا لغويًا، وتغييرًا في الصياغة، نذكره في أدناه:
1- لماذا يا فخامة الرئيس، هنأتَ (أبناء) شعبك تاركًا (بناتهم)!
كلمة (أبناء) جمعٌ لمفرد (اِبْن)، وكلمة (اِبْن) تستعمل للمذكر المفرد، ولا يمكن أن تعني كلمة (أبناء) الذكور والإناث، قال سبحانه:
﴿… وَبَنَاتُكُمْ… أَبْنَائِكُمُ… ﴾
[النساء: 23].
لبيان التفريق بين الذكور والإناث.
أما الكلمة الجامعة للذكور والإناث، ففي قوله سبحانه: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْن… ﴾
[النساء: 11].
إذًا، يمكن أن نقول: شعبنا، الشعب العراقي، أهلنا العراقيين، أبناء شعبنا وبناته… وما كان في هذا السياق غير الذكوري! بل السياق المُعادِل المُوازِن للنوعين: الذكر والأُنثى.
2- (وينتظرون بنفاذ صبر)!
هذا التركيب يحمل خطأين، وهما:
أولًا: تقديم المضاف إليه (نفاذ) على المضاف (صبر).
ثانيًا: استعمال اشتقاق للفعل (نَفَذَ - بالذال)، وليس الفعل (نَفَدَ - بالدال)!
الفرق بين: نَفَذَ ونَفَدَ؛ فرقٌ بيِّنٌ نذكره في أدناه:
أ- الفعل (نَفَذَ): يعني الخروج من الشيء، وليس انتهاء الشيء، ويعني الجواز منه.
يقول سبحانه:
﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ﴾
[الرحمن: 33].
نَفَذْتُ؛ أَي: جُزْتُ، وقد نَفَذَ يَنْفُذُ نَفَاذًا ونُفُوذًا، وزيدٌ نافِذٌ في أَمره، ونَفُوذٌ ونَفَّاذٌ: ماضٍ في أموره كلها.
ب- الفعل (نَفَدَ): نَفِدَ الشيءُ نَفَدًا، ونَفادًا: فَنِيَ، وذهَب. وأَنْفَدَ القومُ: إِذا نَفِدَ زادُهم، أَو نَفِدَتْ أَموالُهم.
[معجم لسان العرب].
يقول سبحانه:
﴿مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ… ﴾
[النحل: 96].
ويقول سبحانه:
﴿قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا﴾
[الكهف: 109].
ويقول سبحانه:
﴿وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ… ﴾
[لقمان: 27].
ويقول سبحانه:
﴿إِنَّ هَٰذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ﴾
[ص: 54].
إذًا، نقول: بصبرٍ نافدٍ، وليس: (بنفاذِ صبر)!
وبذلك نكون استعملنا المضاف والمضاف إليه استعمالًا صحيحًا، وكذلك استعملنا الفعل المناسب وهو (نَفَدَ).
والحمد لله ربِّ العالمين