المقالات

محاذير اللجوء الى المستقلين

1216 2022-05-07

ماجد الشويلي ||

 

مركز افق للدراسات والتحليل السياسي

 

 

 

 

 من المعلوم أن الاحزاب هي قوام النظام الديمقراطي ، ولايمكن بحال من الاحوال تصور عملية ديمقراطية دون احزاب.

نعم شكل الاحزاب قد يختلف من تنظيم لآخر .

وحتى المستقلين فإنهم بمجرد أن يعندوا لتنظيم شؤونهم وخوض غمار العملية السياسية ، فإنهم اما أن يضطروا ابتداء للتحول الى مجموعة (حزب) سياسية ، أو أنهم يتحولون الى حزب أو تجمع سياسي  بعد ذلك بشكل تدريجي.

ولذا نقول

أولاً:-

 إن هذا المنحى يحمل في طياته عجز الاحزاب  السياسية عن حل مشاكلها ويؤكد النظرة السائدة عنهم بعجزهم عن حل مشاكل البلد بل وأنهم أساسها.

 ثانياً:-لو افترضنا جدلا ان هذه الدعوة وجدت صداها عند الجميع ، ونجحت فلا شك انها ستتحول بالتدريج الى عرف سياسي يطال استحقاق المكون الشيعي فحسب.

 ثالثاً:- من المفترض أن تكون الكوادر الحزبية وجمهور الاحزاب ومرشحيهم  اكثر وعياً وانضباطا والتزاما بالتوجيهات والقرارات المركزية من عامة الناس . فيما لو افترضنا وجود احزاب قائمة على تنشئة كوادرها تنشئة صحيحة .

 رابعاً:-ان التلازم بين  وجود الاحزاب والنظام الديمقراطي ، ناجم عن حاجة العملية السياسية لضابط ايقاع لممارستها السلطة التشريعية والتنفيذية

وفساد الاحزاب وردائتها ليس مبررا كافيا للتخلي عنها بالمرة.

 خامساً:- المبادرات التي تقدم بها الاطار التنسيقي والتيار الصدري رفعت من أسهم المستقلين السياسيين في الظرف الراهن،  الا ان لها نتائج مضرة بالعملية السياسية بشكل كبير في المستقبل

وهي أقرب لقول القائل

((كالمستجير من الرمضاء بالنار))

- [ ] سادساً:-ان الاستناد الى المستقلين يحمل في جنباته محاذير جمة لابد من الوقوف عليها؛

فهو يضرب النظام الانتخابي الذي صمم على وجود احزاب بالصميم.

ويربك العملية السياسية ويحول التنافس الانتخابي الى تنافس شعبوي قبلي،

ويفتح الباب للابتزاز وشراء الذمم .

كما وانه يسهم بتراجع الاولويات الوطنية لصالح الاولويات المناطقية.

ويعزز من الانقسام الشعبي الذي يغرس بذور التقسيم الجغرافي على المدى البعيد.

سابعاً:-يمكن لنا ان نتصور لو ان هذه الخطوة اخذت بترسيخ مكانة المستقلين اجتماعيا ، واخذ المستقلون يهيمنون على البرلمان ، كيف ستكون عملية انتخاب رئيس الجمهورية حينها ، وكيف سيتم ترشيح رئيس الوزراء والوزراء ورؤساء الهيآت وغيرهم .

حتما سيتعقد المشهد السياسي أكثر.

ثامناً:-ستسهم هذه المبادرات بتحفيز المستقلين لبلورة تكتلات وتجمعات سياسية هجينة ، تجد انفسها غير ملزمة بالاعراف السياسية القائمة.

بغض النظر عن تقييمنا لتلك الاعراف والموقف منها الان.

تاسعاً:-لن تكون التجمعات والتكتلات بمأمن عن الاجندات الداخلية والخارجية مطلقا.

عاشراً:- سيكون هناك تنافس محموم من الاحزاب لضم اكبر عدد من المستقلين او تبنيهم ، وستبرز ظواهر غريبة عجيبة اهونها ان المتحزبين سيلجأون الى التستر بالاستقلالية وتكون هناك عمليات اختراق متبادلة للمجاميع المستقلة.

وهناك الكثير من التداعيات التي يطول شرحها

 

ـــــــــ

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك