فهد الجبوري ||
إشعال الحروب ، إذكاء نيران الفتن ، تدمير طاقات الأمة ، وإفقار الشعوب العربية والمسلمة
يقف التحالف الأمريكي - الصهيوني المشؤوم ، المدعوم وللأسف الشديد من بعض الأنظمة والحكومات في المنطقة وراء كل ما جرى ويجري من حروب وفتن وصراعات وارهاب ودمار للبنى التحتية وخسائر بشربة ومادية هائلة .
وهناك أكثر من جبهة شهدت ومازالت تشهد النتائج المدمرة والكارثية للحروب التي خطط لها ومولها وشجع عليها الحلف الأمريكي - الصهيوني الذي جند وعبأ كل طاقاته وموارده من أجل تشتيت وإضعاف الأمة الإسلامية ، ومحور المقاومة ، وتضييع قضية الشعب الفلسطيني ، والقضاء على مقاومته البطولية ، وكذلك إضعاف دول الممانعة التي ترفض التطبيع مع العدو الصهيوني وفي مقدمة ذلك الجمهورية الإسلامية وسوريا والعراق والجزائر والمقاومة البطولية في لبنان .
ما شهدته سوريا على سبيل المثال من حرب مدمرة كان هدفها الرئيس إسقاط نظامها الوطني ، وإبعاد سوريا عن محور المقاومة ، وحمل شعبها على الخضوع والاستسلام الى إرادة العدو ، كان مثالا واضحا على همجية و خبث ذلك المخطط الجهنمي ، ومع كل الخسائر والدمار الذي حل بسوريا ، لكنها خرجت منتصرة مرفوعة الرأس ، فيما أصاب من أراد الشر لهذا البلد العربي المقاوم الخيبة والخسران والذل .
لا يتوقع أن تلك الدول التي تسببت وشاركت بشكل مباشر في الحرب ضد الشعب السوري سوف يصحو عندها الضمير وتراجع حساباتها وتقدم الاعتذار عن ما قامت به من مآسي وكوارث منذ مؤامرة شن العدوان الظالم على سوريا في عام ٢٠١١.
في هذا اليوم كشفت الأمم المتحدة عن ارقام مهوله حول الأضرار التي تسببت بها تلك الحرب ، فقد أعلن صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة ( يونيسيف) ان أكثر من ٦.٥ مليون طفل داخل سوريا ، و ٢.٨ مليون خارج سوريا يعتمدون الآن على المساعدة .
وقال اليونيسيف في بيان له اليوم ان اكثر الأطفال السوريين هم بحاجة اليوم الى المساعدة اكثر من اي وقت مضى منذ اندلاع الحرب قبل اكثر من عشر سنوات ، لكن التمويل لمواصلة تقديم الدعم لهم " يتضاءل " .
وأضاف " أطفال سوريا يعانون منذ امد طويل وينبغي ان لا يتركوا يعانون اكثر " موضحا اليونيسيف في بيانه ان حوالي ٩.٣ مليون طفل سوري هم بحاجة الى الدعم سواء داخل سوريا او في خارج سوريا بعد أن ألجأتهم الظروف الى ترك البلاد "
وفي هذه الأثناء ، في الدول المجاورة لسوريا ، التي تشهد حالة من عدم الاستقرار والهشاشة الاقتصادية ، هناك ما يقارب من ٢.٨ مليون طفل سوري يعتمدون على المساعدة ، وحياتهم مليئة بالفقر والمعاناة .
ما أوردته اليونيسيف هو جزء بسيط من معاناة الشعب السوري ، ومعاناة أطفاله ، ولكن أين هي منظمات حقوق الإنسان ، ولماذا لا ترفع صوتها وتدين الحكومات والأنظمة التي كانت وراء هذه المحنة القاسية . واين هي الحكومات العربية الغنية ؟ لماذا لا تقوم بواجبها العروبي والإسلامي والإنساني في دعم وانقاذ الأشقاء في سوريا الصامدة الواقفة بقوة بوجه المخطط الأمريكي - الصهيوني .
بدلا من القيام بذلك ، نرى ان تلك الأنظمة تلهث وراء إقامة العلاقات مع المحتل الصهيوني ، وتمد له يد العون ، وتفتح أمامه فرص الاستثمار .
اي خيانة اعظم من ذلك ، وأية ذلة وصلت لها تلك الحكومات ، وهي تدعم عدو العرب والمسلمين ، وتمكنه من مواصلة انتهاكاته ضد الشعب الفلسطيني كما حصل ويحصل هذه الايام في مدينة القدس وفي الضفة الغربية وآخرها الهجوم على بيت المقدس ، والاعتداء على المصلين ، ومصادرة أراضي الفلسطيينين وتدميرها لبناء مستوطنات جديدة لليهود عليها .